كشف عبد الله العودة، الحقوقي والأكاديمي السعودي وأمين عام حزب "التجمع الوطني" المعارض، عن معاناة والده الداعية البارز سلمان العودة في السجون السعودية، مؤكدًا أن والده يعيش في ظروف قاسية داخل زنزانة انفرادية منذ اعتقاله في سبتمبر 2017، مشيرًا إلى أن حياته مهددة جراء هذه المعاملة.

وقال العودة، إن السلطات السعودية لا تزال تفرض عزلاً انفرادياً على والده، مما يعد انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان بموجب المعايير الدولية.
وأوضح أن وضع والده الصحي في تدهور مستمر، حيث يواجه صعوبة شديدة في الرؤية، وهو قريب من فقدان النظر في إحدى عينيه بشكل كامل.

وأشار عبد الله العودة إلى أن استمرار هذه المعاملة يشكل نوعاً من التعذيب النفسي والجسدي، وفقًا للقوانين الدولية التي تحظر هذا النوع من السجون الانفرادية القاسية.
وأكد أن العزل لمدة طويلة في مثل هذه الظروف يؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية، مما يجعل حياة المعتقلين في خطر مستمر.

على الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها سلمان العودة، أكد عبد الله أن والده لا يزال يحتفظ بحالة نفسية ومعنوية قوية، حيث يواصل قضاء وقته في قراءة القرآن الكريم وأداء الصلاة، مما يعكس صموده في مواجهة هذه التحديات الصعبة.

وفيما يخص الإجراءات القانونية المتعلقة بقضية والده، أفاد العودة أن محاكمة سلمان العودة لم تُستكمل حتى الآن، وأنه لم يصدر بحق والده أي حكم قضائي على الرغم من مرور سنوات طويلة منذ اعتقاله.
هذه المحاكمة المعلقة تزيد من معاناة الأسرة وتهدد مستقبل العودة السياسي والحقوقي.

تصريحات عبد الله العودة جاءت في وقت تشهد فيه المملكة العربية السعودية انفراجة ملحوظة في ملف المعتقلين، حيث تم الإفراج عن عدد من الدعاة والناشطين السياسيين بعد انتهاء محكومياتهم، وخفض محكوميات آخرين بهدف إطلاق سراحهم.
ومع ذلك، تظل قضية سلمان العودة واحدة من أبرز القضايا الحقوقية التي تثير القلق على المستوى الدولي، وسط دعوات متزايدة من المنظمات الحقوقية لإطلاق سراحه ووقف هذه المعاملة القاسية.