في تصعيد جديد في النزاع المستمر على الحدود الجنوبية، يصر الاحتلال الصهيوني على بقاء قواته في خمس نقاط استراتيجية جنوب لبنان رغم انتهاء مهلة الانسحاب المقررة اليوم الثلاثاء، وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024.
وقد أثار هذا التمادي من قبل قوات الاحتلال ردود فعل قوية من الحكومة اللبنانية، التي قررت التوجه إلى مجلس الأمن الدولي للمطالبة باتخاذ إجراءات فورية لفرض انسحاب الاحتلال، في خرق واضح للقرار الأممي 1701.
واعتبرت الحكومة اللبنانية أن استمرار الاحتلال في أي شبر من الأراضي اللبنانية هو "احتلال" وتطالب باتخاذ التدابير اللازمة وفقاً للشرعية الدولية.
وفي هذا السياق، عقد الرئيس اللبناني ميشال عون اجتماعاً استثنائياً اليوم في قصر بعبدا الجمهوري، بحضور رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، حيث تم التأكيد على الموقف الموحّد للبنان في المطالبة بالانسحاب الكامل لقوات الاحتلال.
التصعيد الميداني في الجنوب
صباح اليوم، نفذ جيش الاحتلال تفجيراً ضخماً في خراج بلدة كفرشوبا بعد رصد نقل مواد متفجرة إلى المنطقة، بينما أفيد عن إصابة شخصين جراء إطلاق النار من قبل قوات الاحتلال خلال عمليات تمشيط قرب ميس الجبل.
كما أفادت الأنباء عن تحليق لطائرات مسيرة تابعة للاحتلال في أجواء مدينة صور في الجنوب، في إشارة إلى استمرار التصعيد العسكري من قبل الاحتلال في المنطقة.
الموقف الصهيوني.. بقاء القوات "مؤقت"
في المقابل، زعم وزير خارجية الاحتلال الصهيوني جدعون ساعر أن قوات الاحتلال الصهيوني ستظل في خمس نقاط "استراتيجية" في جنوب لبنان، مؤكداً أن ذلك يهدف إلى ضمان أمن الكيان الصهيوني.
وأضاف أن قوات الاحتلال ستغادر هذه النقاط بمجرد أن يلتزم لبنان الكامل باتفاق وقف إطلاق النار.
لكن هذا التصريح يثير المزيد من الجدل حول النوايا الصهيونية، ويزيد من تعقيد الوضع على الأرض في ظل إصرار بيروت على الحفاظ على سيادتها الكاملة على أراضيها.
التطورات الأمنية.. استمرار الانتهاكات
يستمر الاحتلال في تنفيذ اعتداءات وانتهاكات في مختلف مناطق الجنوب اللبناني، في وقت تقوم فيه القوات اللبنانية بتعزيز وجودها العسكري في البلدات الجنوبية.
وذكر بيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني أن وحدات عسكرية انتشرت في عدة مناطق حيوية في الجنوب مثل العباسية والمجيدية وكفركلا، بهدف تأكيد سيطرة الدولة اللبنانية على هذه المناطق.
لبنان في مجلس الأمن.. موقف حازم ضد الاحتلال
وبينما تواصل الحكومة اللبنانية التحرك على الصعيد الدولي، يعد التوجه إلى مجلس الأمن الدولي خطوة هامة في مواجهة استمرار الانتهاكات الصهيونية.
وتأمل بيروت أن يتمكن المجلس من اتخاذ إجراءات حاسمة تلزم الاحتلال بالانسحاب الفوري إلى الحدود الدولية، مما يمثل اختباراً آخر لفعالية القرارات الأممية في التعامل مع هذه الأزمة المتفاقمة.