يُعَدُّ حسن البنا من أبرز الشخصيات الإسلامية في القرن العشرين، حيث أسس جماعة الإخوان المسلمين عام 1928، ليُحدث تحولًا كبيرًا في الفكر الإسلامي والسياسي في مصر والعالم الإسلامي.
فقدم رؤية جديدة للدعوة الإسلامية، وواجه تحديات عديدة في سبيل تحقيق مشروعه الفكري والسياسي، حتى انتهى به المطاف إلى الاغتيال في 12 فبراير 1949، هذا التقرير يستعرض حياته، أفكاره، نضاله السياسي، وأثره على المجتمع المصري والعالم الإسلامي.
النشأة والتكوين الفكري
وُلد حسن البنا في 14 أكتوبر 1906 ببلدة المحمودية بمحافظة البحيرة، نشأ في أسرة متدينة، حيث كان والده عالمًا في الحديث، مما أثر في تكوينه الديني، وحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ودرس في عدة مدارس دينية قبل التحاقه بمدرسة المعلمين بدمنهور ثم دار العلوم بالقاهرة.
مرحلة الشباب والتأثيرات الفكرية
خلال دراسته، تأثر البنا بعدة تيارات فكرية منها السلفية والتصوف، بالإضافة إلى الحركات الإصلاحية التي قادها جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، وتبلورت رؤيته الإصلاحية التي تجمع بين الأصالة والتحديث، وأسس خلال دراسته العديد من الجمعيات الدينية والاجتماعية.
تأسيس جماعة الإخوان المسلمين
في عام 1928، أسس حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين في الإسماعيلية مع ستة من زملائه، وبدأت الجماعة كمجموعة دعوية تهدف إلى إحياء الإسلام في الحياة اليومية، لكنها سرعان ما تطورت إلى حركة اجتماعية وسياسية ذات طابع إصلاحي شامل، وتوسعت الجماعة بسرعة وانتشرت في مختلف أنحاء مصر، ثم امتدت إلى العديد من الدول العربية والإسلامية.
دور الإخوان المسلمين في القضايا الوطنية
لعبت جماعة الإخوان المسلمين دورًا بارزًا في مقاومة الاحتلال البريطاني لمصر، وشاركت في العمل الفدائي ضد القوات البريطانية في قناة السويس، كما كان للجماعة دور رئيسي في القضية الفلسطينية، حيث أرسلت متطوعين للقتال في حرب 1948.
الفكر السياسي لحسن البنا