رفض رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي زيارة واشنطن طالما أن جدول الأعمال يتضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنقل الفلسطينيين من غزة. وفقًا لمصادر أمنية مصرية، فإن القاهرة تعتبر هذه الخطة تهديدًا لأمنها القومي وترفض أي محاولات لإجبارها على استقبال الفلسطينيين المهجرين.

 

توتر في العلاقات المصرية الأمريكية

تشهد العلاقات بين مصر والولايات المتحدة واحدة من أشد فتراتها توترًا خلال العقود الثلاثة الماضية، حيث اعتبر المسؤولون المصريون أن ترامب يتعامل مع السيسي بازدراء، مستخدمًا لقب "الجنرال" عند الإشارة إليه. كما أن ترامب هدد بقطع المساعدات عن مصر والأردن في حال رفضهما استقبال الفلسطينيين المهجرين، مما زاد من تعقيد المشهد السياسي.

ورغم أن مصر تتلقى 1.3 مليار دولار سنويًا كمساعدات عسكرية من واشنطن، فإن السيسي أعلن بوضوح أن بلاده لن تكون طرفًا في أي مخطط لترحيل الفلسطينيين، معتبرًا أن ذلك سيؤدي إلى عدم استقرار داخلي ويهدد الأمن القومي - أو بالأحرى "أمن حكومة السيسي".

 

الخلاف حول غزة

ترامب، بدعم من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، طرح خطة لتحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، تحت السيطرة الأمريكية، مع نقل سكانها إلى مصر والأردن. إلا أن القاهرة رفضت هذا الطرح، وأصرت على أن الحل يجب أن يكون عبر إعادة إعمار غزة مع بقاء الفلسطينيين في أراضيهم.

من جهة أخرى، يسود قلق في إسرائيل من أن يؤدي الضغط على مصر إلى تقويض اتفاقية السلام بين البلدين، حيث حذر محللون إسرائيليون من أن إجبار مصر على استقبال الفلسطينيين قد يؤدي إلى انهيار الاتفاقيات التي بنيت عليها اتفاقيات السلام الإسرائيلية العربية، بما في ذلك "اتفاقيات أبراهام".

 

الموقف المصري والمناورات الدبلوماسية

تحاول مصر تجنب المواجهة المباشرة مع واشنطن من خلال تأخير زيارة السيسي، في حين يقوم وزير خارجية الانقلاب بدر عبد العاطي بزيارة إلى الولايات المتحدة لإيجاد بدائل دبلوماسية. كما تعزز القاهرة تحالفاتها الإقليمية لمواجهة الضغوط الأمريكية، حيث شهدت الفترة الأخيرة تقاربًا مصريًا-تركيًا يمكن أن يكون بمثابة ورقة ضغط على الدول الخليجية الداعمة لترامب.

على الصعيد العسكري، هناك تقارير غير مؤكدة عن تعزيز مصر لقدراتها العسكرية في سيناء، مما قد يشكل خرقًا لاتفاقية كامب ديفيد. ورغم أن القاهرة تنفي هذه المزاعم، فإن بعض المصادر تتحدث عن إنشاء قواعد جوية ومخازن للأسلحة بالقرب من قطاع غزة.

 

التحديات أمام السيسي

رغم محاولات السيسي للمراوغة والمناورة السياسية، فإن عودة ترامب إلى البيت الأبيض تمثل تحديًا غير مسبوق له، حيث إن استراتيجيته في تأخير القرارات قد لا تكون كافية لمواجهة الضغوط الأمريكية المستمرة.

ربما يخشى السيسي على عرشه بعد أن يُهجر الفلسطينيون إلى سيناء. في النهاية، يبقى السؤال المطروح: هل سينجح في مواجهة الضغوط الأمريكية وحماية استقرار نظامه، أم أن ترامب سيجد وسيلة لفرض خطته رغم المعارضة الإقليمية؟

https://www.reuters.com/world/africa/egypts-president-sisi-not-attend-any-white-house-talks-if-gaza-displacement-2025-02-12/
https://m.jpost.com/middle-east/article-841729
https://foreignpolicy.com/2025/02/07/trump-sisi-egypt-gaza-sinai-palestinians/