تصاعدت استغاثات أهالي طلاب جامعة الجلالة في مصر إلى رئيس وزراء الانقلاب مصطفى مدبولي، مطالبين بإيجاد حل سريع لتكرار الحوادث المروعة على طريق الجلالة، الذي بات يشكل تهديدًا مستمرًا لأرواح السائقين والركاب، خاصة طلاب الجامعة. ورغم التكرار المؤلم للحوادث، لا تزال الحلول الجذرية غائبة، ما دفع الأهالي للمطالبة بتدخل عاجل من الجهات المعنية.

طريق الموت المتكرر
شهد طريق الجلالة العديد من الحوادث المرورية المأساوية التي راح ضحيتها العديد من المواطنين، خاصة من الشباب وطلاب جامعة الجلالة. ومن أبرز الحوادث التي وقعت مؤخرًا حادث حافلة تقل طلابًا من الجامعة، أدى إلى وفاة 12 شخصًا وإصابة العديد بجروح خطيرة. أثار هذا الحادث حالة من الصدمة والغضب بين الأهالي، إذ طالبوا الحكومة بتحمل مسؤوليتها في ضمان سلامة الطريق، الذي يوصف بأنه "طريق الموت".

وفقًا لتقارير محلية، يُعد حادث الحافلة هذا واحدًا من عدة حوادث مشابهة وقعت في الفترة الأخيرة على الطريق، حيث سجلت الجهات المعنية أكثر من 35 حادثًا مروعًا منذ افتتاحه. ويرجع البعض تكرار هذه الحوادث إلى السرعة الزائدة، إلا أن التقارير تشير إلى أن المشكلة تتعدى تصرفات السائقين لتشمل عيوبًا فنية خطيرة في تصميم الطريق.

العيوب الفنية في طريق الجلالة
تتزايد الأصوات التي تطالب بتسليط الضوء على العيوب الفنية والهندسية في طريق الجلالة، والتي يُعتقد أنها من الأسباب الرئيسية وراء كثرة الحوادث. وقد أوضح خبراء الطرق أن الطريق يحتوي على العديد من المنحنيات الخطرة، التي تجعل السيطرة على المركبات أمرًا بالغ الصعوبة، خاصة عند السرعات العالية.

إضافة إلى ذلك، الانحدار الحاد للطريق يعد واحدًا من أخطر العيوب الفنية، حيث ينخفض الطريق بشكل ملحوظ على امتداد عدة كيلومترات، ما يتسبب في فقدان السيطرة على المركبات، خاصة الشاحنات الكبيرة والسيارات ذات الحمولة الثقيلة. ورغم وجود لافتات تحذيرية، إلا أن العديد من السائقين يجدون أنفسهم غير قادرين على التحكم في مركباتهم بسبب هذا الانحدار.

من جهة أخرى، تُثار شكوك حول جودة المواد المستخدمة في إنشاء الطريق، حيث تشير بعض التقارير إلى استخدام مواد غير ملائمة في بعض أجزاء الطريق، ما يزيد من احتمالية تعرضه للانهيار أو التشقق، ما يؤدي إلى وقوع حوادث. ورغم هذه المخاوف، لم تصدر حتى الآن أي تقارير رسمية من الجهات الحكومية تؤكد أو تنفي هذه الادعاءات.

المطالبات بإصلاح الطريق
أمام هذه المعطيات، أطلق أهالي الطلاب العشرات من الاستغاثات عبر منصات التواصل الاجتماعي، مطالبين الحكومة ورئيس الوزراء بالتدخل السريع لحل أزمة طريق الجلالة. وشددوا على ضرورة مراجعة التصميم الهندسي للطريق وإصلاح العيوب الفنية التي تهدد سلامة المواطنين، خاصة في ظل تكرار الحوادث بشكل يثير القلق.

وإلى جانب ذلك، يطالب الأهالي بزيادة الإجراءات الرقابية على السرعات على الطريق، سواء من خلال تكثيف وجود الدوريات المرورية أو تركيب أجهزة رصد السرعة بشكل أكبر على امتداد الطريق. كما دعوا إلى تحسين البنية التحتية للطريق من خلال إضافة مزيد من مخارج الطوارئ لتجنب الحوادث الناجمة عن فقدان السيطرة.

تحرك حكومي ضعيف
على الرغم من تكرار الحوادث والمطالبات الشعبية المتزايدة، لا تزال الاستجابة الحكومية ضعيفة، إذ لم يتم حتى الآن اتخاذ أي خطوات ملموسة لمعالجة العيوب الفنية في الطريق. وفيما يتعلق بالحوادث الأخيرة، اكتفت الحكومة بإصدار بيانات متفرقة تعزو الحوادث إلى السرعة الزائدة، دون التطرق إلى العيوب الفنية التي أشار إليها الخبراء والمواطنون.

وفي هذا السياق، أعرب عدد من الخبراء عن استيائهم من تعامل الحكومة مع هذه الأزمة، معتبرين أن إلقاء اللوم على السائقين وحدهم هو تبسيط مخل للمشكلة، في حين أن هناك مشكلات هيكلية تحتاج إلى معالجة فورية.

ختامًا؛ يستمر طريق الجلالة في كونه مصدرًا للقلق والخوف بين الأهالي والمستخدمين، في ظل تكرار الحوادث وغياب الحلول الجذرية. وحتى يتم اتخاذ خطوات حقيقية لمعالجة هذه الأزمة، تبقى أرواح المصريين على المحك، ما يستدعي تحركًا سريعًا من الحكومة لضمان سلامة الجميع.