راجي الهمص - إعلامي فلسطيني

 يا أمتنا أيرضيكم هذا الحال للناس الذين أذلوا جيش الاحتلال وأعادوا للأمة كرامتها واعتدادها بنفسها وإيمانها بقدراتها وإمكانية تحررها من سطوة الغرب ؟؟ القرار بأيدينا إن تملكنا الإرادة، لا تجعلوا الموت جوعاً يزاحم الموت قتلاً للأحرار في غزة.

 

‏يشن العدو المجرم حرباً مجرمة غايتها الإبادة الجماعية لغزة وأهلها ، فيقتل كل شيء ، ولو استطاع قتل الأحلام لفعل وهذا جانب من عدوانه المجرم البين الواضح أما الجانب الخطير والمحزن  من هذه الحرب  فهو حرب  تجويع الناس بالمعني الحرفي للكلمة هذه الحرب  التي تستعر في كل القطاع وبشكل مركز أكبر في مدينة غزة وشمالها غايتها الانتقام والسادية ، لكم أن تتخيلوا أن احتياجات القطاع الطبيعية من المواد المختلفة التموينية والمساعدات والبترول والملابس وبعض مواد الانتاج ما يقرب من 800 شاحنة يومياً هذا في الوضع الطبيعي، تأخذ الاحتياجات الغذائية والتموينية منها حوالي 250 شاحنة ، هذا بدون عدوان ، اليوم ومع العدوان ، صار الاحتياج المقدر حوالي 1500 شاحنة ، هذا للعلم..

 

‏أما الأن فسوق غزة والشمال لم يدخله أي شيء منذ 100 يوم ويزيد ، وهذا يعني خلو البقالات والأسواق التي سلمت من القصف والتدمير من أي احتياجات تموينية كما أن استهداف المستودعات قلص ما يمكن أن يتوافر في الأسواق المستحدثة في داخل مراكز  النزوح والإيواء إلى الحد الذي تفتقد فيه كل شيء تقريباً ، أما  بخصوص كذبة  المساعدات التي اجتمعت لأجل زياته الدول في مجلس الأمن  وقد عجزت عن إجبار الاحتلال على السماح بدخول المساعدات ، فلا زالت بعيدة جدا عن توفير أبسط الاحتياجات ، الدواء والدقيق والماء عدا عن الأشياء المهمة الأخرى ، فقد عمل العدو على فصل مناطق غزة عن بعضها بهدف الضغط لتهجير الناس مرحلة تلو أخرى، فركز المساعدات التي تدخل على قلتها في مناطق الجنوب ليجبر الناس على إخلاء الشمال والخروج من منازلهم بدعوى أن الجنوب آمن وقد بان كذبه ، وعلى الرغم من ذلك لم يسمح للأسف بدخول شاحنات المساعدات سوى بنذر يسير جداً لا يكاد يكفي مطلقا محافظة أو مدينة واحدة ليثبت حرب التجويع التي أعلنها في بداية عدوانه حينما صرح الوزراء في حكومة الاحتلال بمنع الماء والغذاء علانية دون خجل أو اعتبار لأي أحد.

 

ثم عمل الاحتلال على المنع الكامل حتى مضي أكثر من ستين يوماً من أيام العدوان على دخول أي شاحنة لمدينة غزة والشمال مما رسخ حرب التجويع، حتى جاءت التهدئة التي سمحت بدخول عدد قليل جدا لا يعدل شيئاً في ميزان الاحتياج المتراكم، وما إن انتهت التهدئة حتى عاد للمنع الكامل مرة أخرى، ثم اضطر تحت ضغط دولي غير جاد غايته رفع العتب، أن يسمح بدخول بضع شاحنات ولكنها قليلة جدا وجل ما دخل لا يعدل احتياج نصف يوم في الوضع الطبيعي فمثلا في أحسن الأوقات يتم إدخال 10 شاحنات دقيق طوال أسبوع أو عشرة أيام  بطريقة ملتفة غايتها التلذذ بتلهف الناس وحاجتهم  بدون تنسيق حقيقي مع أي جهة رسمية وهذا ما يجعل إمكانية الاستفادة من هذه الشاحنات صفرية لأن الناس كبيرهم وصغيرهم حين تعلم بوصول شاحنات تهرع لتظفر بكيس دقيق لعلها لم تتذوق طعمه منذ أكثر من شهور ثلاث وقد تدفع حياتها ثمناً لذلك بفعل اطلاق القذائف والرصاص من العدو الذي يمارس إجرامه ضد  الناس الذين يحاولون الحصول على كيس دقيق.

 

أما عن الاحتياجات الأخرى كالدواء الذي باتت غزة وشمالها وعموم القطاع بأمس الحاجة له في ظل منع دخوله مطلقا، إذ انتشرت الأمراض والأوبئة وافتقرت المراكز الطبية وبقايا المستشفيات  لأبسط المستهلكات الطبية والأدوية ولم يصل لمخازن الصحة أي من الاحتياجات لا الطبيعية ولا المستعجلة يستثنى من ذلك  بعض ما تتمكن مؤسسات دولية من إدخاله من الدواء  وأشياء أخرى لا يزيد تعدادها عشر  شاحنات منذ بداية العدوان  في أحسن الأحوال  ، وهنا سؤالين في اتجاهين مختلفين ، أين قرار مجلس الأمن الذي  ضغطت فيه أمريكا لكي لا يخرج بصيغة وقف اطلاق نار وعملت على أن يكون باتجاه زيادة إدخال  المساعدات لكي تعطي المزيد من المساحة  للعدو بالقتل والإجرام؟

 

وإذا كان العدو تبرأ من تهمة إغلاق المعبر، أمام محكمة العدل واتهم الشقيقة مصر بذلك فأين الكبيرة مصر من فتح المعبر لإدخال ما تكدس وإغاثة الملهوف وإطعام الجائع ؟؟يضاف لما سبق أين مؤسسات الأمم المتحدة من إضاءة الإنذار الأحمر فيما يتعلق بما سبق وهي أكثر الجهات معرفة به؟

 

ثم يا أمتنا أيرضيكم هذا الحال للناس الذين أذلوا جيش الاحتلال وأعادوا للأمة كرامتها واعتدادها بنفسها وإيمانها بقدراتها وإمكانية تحررها من سطوة الغرب؟

 

القرار بأيدينا إن تملكنا الإرادة، لا تجعلوا الموت جوعا يزاحم الموت قتلا للأحرار في غزة.