أيمن محمد السادة

 

مَضَى ثُلثُ عامٍ بالدماءِ مُخضَّبُ

ما طابَ عَيشٌ لا، ولا لذَّ مَشْرَبُ

 

وما مرَّ من يومٍ وأوجاعُ غزةٍ

تزيدُ، وأحوالُ المعيشةِ تصعُبُ

 

رأى العَدُو حكُومَاتِ الدُُنا معهُ

العدلُ في يدِه ، والحقُ مُنقلِبُ

 

رأَى كثيراً مِن سَاسَاتنا سَنداً

وأعظَمُهُمْ خَطراً يَدِينُ ويَشَجُبُ

 

رأى الخنازيرُ أرضَاً لا تُحاسِبهمْ

فعَاثُوا فَسَاداً في البِلادِ وخَربُوا

 

جَرائِمُهُمْ تُدْمِي قُلُوباً عَزيزةً

مجازِرهُمْ مِنْ هَولِها الرأسُ أشْيَبُ

 

وقد كانَ في الحُكامِ دينٌ ونَخوةٌ

فكيفَ ارتضَوا عَاراً إلى العُربِ يُنسَبُ

 

بجيراننا يَسْتَفْرِدُ الأعدَاءَ وهُمْ

بزَيِّ التَخَلي والتَعَامِي تَجَلبَبُوا

 

أبَاحُوا للمُحتَلِ شَعبَاً وقِبلَةً

وصَدُوا عن الأقْصَىٰ شُعُوبٌ تَغضَبُ

 

ومَا مرَّ فِي التَارِيخِ خِزيَاً كفِعلِهمْ

حُكَامُ هَذا العَصرِ مِنْ أينَ أُنْجِبُوا ؟

 

ولكِنّ للأقصَىٰ رجَالٌ تَجنَدُوا

سَعوا كهَدِيرٍ بينَما النَّاسُ تَلعَبُ

 

نُورُ الهدَايةِ مُشرقٌ بصُدُورِهمْ

وأعيُنُهمْ بالبَأسِ والنَصرِ تَلْهبُ

 

قدَ أيقَنُوا أنْ الجِهَادَ سَبِيلُهمْ

فالحقُ لا يُعطىٰ ولا يُسْتَجلَبُ

 

منْ عُتمَةِ الأنفَاقِ هَبُوا بعَزمِهمْ

بأبطَالُهُمْ ذَلُوا الغُزَاةَ وأرهَبُوا

 

بطُوفَانِ عزٍ كَانَ للظُلمِ جَارِفاً

ولكلِ أحَرارِ العَوالمِ مَركَبُ

 

يَجتثُ بٕغْياً طَالَ في القُدسِ عُمْرُه

إلى جَحيمٍ تَلظى...بصَهيُونَ يَذهَبُ

 

فذَاقَ بنِي صهيُونَ رعباً يَسُمُوهُمْ

وكُلُ سِلاحٍ فَاخِرٍ صَارَ مُعطِبُ

 

رجَالٌ صُنِعُوا قَبلَ صُنعِ سِلاحِهمْ

بإيمَانِهم قَبلَ السِلاحِ تَغلبُوا

 

رجَالٌ صَدقُوا الله عَهداً وبَيعَةً

فـ أيدِيهُمُ باللهِ تَرمِي وتَضرِبُ

 

فيَا كلَ منْ أمْسَى يُناجِى ربَهُ

للنَصرِ مُشتَاقَاً وللجَبْرِ يَرقُبُ

 

ويَا كُـلَ فَردٍ بَاعَ للهِ رُوحُهُ

ويا كُـلَ حُرٍ بالشَهَادَةِ يَرغَبُ

 

ويا أُمَّةً تَشتَاقُ ميلادَ فَجرِهَا

مَا بالتَمنِّي العزُ والنَصرُ يُوهَبُ

 

كُونُوا جُنُودَاً مَا استَطعتُمْ بفعلِكُمْ

تَحرِيرُ مَسْرَانا جِهَادٌ ومَطلَبُ

 

لِيَبزُغَ فَجرٌ بالمَعَزّةِ حَافِلٌ

وكُـلُ عَدوٍ سَافِلٍ سَوفَ يَغرُبُ

 

وكُـلُ كَيانٍ قَامَ بالبَطشِ حُكمُهُ

بالبَطشِ يَفنَى ، بالمَظالِمِ يُنكَبُ

 

لقد هزلتْ إسرائيلُ تَعلُو رَايةً

فرَاياتِ فَتحٍ في القَريبِ ستُنصَبُ

 

نَصرٌ مِن الله مُيعادٌ نُعِدُّ لهُ

نَراهُ كقَابِ القَوسِ أو هو أقْرَبُ