بدأ رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو الاثنين محادثات طال انتظارها لتشكيل حكومة ائتلافية، بعد تحذيره أحزاب المعارضة من تناول دور الرئيس رجب طيب أردوغان في العملية السياسية.
وألمحت أحزاب المعارضة إلى أنها تريد أن يبتعد أردوغان عن العملية السياسية اليومية شرطا لمشاركتها في أي حكومة ائتلافية، في محاولة لإفشال مشروع تحويل الرئاسة الشرفية إلى منصب تنفيذي قوي.
وفاز حزب العدالة والتنمية الذي أسسه أردوغان بأغلبية برلمانية غير مطلقة في الانتخابات التي جرت في السابع من تموز/ يوليو، ما سيدفع الحزب إلى تشكيل ائتلاف مع حزب أصغر، أو مواجهة احتمال إجراء انتخابات جديدة.
وعلى الرغم من دعوات أردوغان المتكررة من أجل تشكيل حكومة جديدة سريعا، أشار بعض المسؤولين الكبار إلى أن من مصلحته هو وحزب العدالة والتنمية أن تفشل محادثات تشكيل ائتلاف، وأن تجري انتخابات جديدة.
وأجرى داود أوغلو الجولة الأولى من محادثات تشكيل ائتلاف الاثنين مع كمال كليتشدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري، وهو حزب المعارضة الرئيسي في تركيا.
ووصف داود أوغلو المحادثات بأنها "صادقة" و"ودية"، وقال إنه وكليتشدار شددا على ضرورة تشكيل حكومة ائتلاف سريعا، لكنه أضاف أن النقاشات لم ترق إلى المفاوضات الرسمية.
وفي وقت سابق، قال داود أوغلو للأحزاب المعارضة التي تريد أن يتوقف أردوغان عن ترؤس اجتماعات الحكومة إن "رفض الدور الفاعل للرئيس سيحكم على مفاوضات الائتلاف بالفشل".
ونقلت صحيفة ميليت عن داود أوغلو قوله في تصريحات للصحفيين على متن طائرته أثناء عودته بعد زيارة للبوسنة في مطلع الأسبوع: "إثارة مسألة شرعية رئيسنا، أو احترام منصبه، سيخرب محادثات الائتلاف من البداية."
انتخابات مبكرة
وحث أردوغان يوم الاثنين الأحزاب مجددا على تشكيل حكومة ائتلافية بسرعة، محذرا من أن التهديدات الإقليمية تجعل التأجيل غير ممكن، وأكد على أنهم إن لم يتمكنوا من تشكيل حكومة ائتلافية فإن إجراء انتخابات مبكرة سيصبح ضروريا.
وقال أردوغان في كلمة ألقاها أمام مجموعة من رجال الأعمال: "لقد حان الوقت لنترك خلفنا المقدمة وندخل في مرحلة العمل. إذا لم يتمكن الساسة من حل قضاياهم فسوف يقوم الشعب بحل هذه المسألة".
ونقلت صحيفة حريت عن داود أوغلو قوله إنه إذا فشلت محادثات تشكيل ائتلاف، فستكون هناك انتخابات مبكرة، وسيكون حزب العدالة والتنمية أبرز المنتفعين منها.
وحصل حزب العدالة والتنمية على 258 مقعدا في الانتخابات في السابع من حزيران/ يونيو، متقدما على حزب الشعب الجمهوري الذي حصل على 132 مقعدا، في حين حصل كل من حزب الحركة القومية اليميني وحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد على 80 مقعدا لكل منهما.
ومن المقرر أن يجتمع داود أوغلو مع زعيم حزب الحركة القومية اليميني الثلاثاء وقادة حزب الشعوب الديمقراطي الأربعاء.