في كشف جديد يعكس حجم الإخفاقات الأمنية والاستخباراتية لدى الاحتلال الإسرائيلي، أفادت قناة 12 العبرية بتفاصيل مثيرة حول التوصيات الأمنية التي سبقت اندلاع الحرب مع غزة في 7 أكتوبر 2023، والتي قوبلت بالتجاهل من قبل القيادة السياسية بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

 

تحذيرات استخباراتية سابقة للعدوان

وفقًا لمصادر عسكرية في الاحتلال، فقد أوصت استخبارات الاحتلال بشن هجوم واسع على غزة قبل أسابيع من تنفيذ كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، لعمليتها العسكرية "طوفان الأقصى".

وتشير المعلومات إلى أن جهاز الأمن العام (الشاباك) رصد خلال العام الذي سبق الهجوم تصاعدًا في الأنشطة العسكرية لحماس، ما دفع رئيس الجهاز، رونين بار، إلى رفع مستوى التحذيرات والمطالبة باتخاذ إجراءات استباقية ضد القطاع.

في أوائل سبتمبر 2023، عُقد اجتماع أمني رفيع المستوى تحت عنوان "الاستعداد للمعركة في قطاع غزة"، شارك فيه مسؤولون كبار في القيادة الجنوبية وشعبة العمليات في جيش الاحتلال. وخلص الاجتماع إلى أن الوضع في غزة غير مستقر، مما يستدعي رفع الجاهزية العسكرية تحسبًا لأي تصعيد محتمل.

 

نتنياهو يتجاهل التحذيرات

بحسب القناة العبرية، فإن النقاشات بين الشاباك ورئيس الوزراء نتنياهو بلغت ذروتها قبل أشهر من وقوع الهجوم، حيث سعى رونين بار إلى تحذير نتنياهو من خطر وشيك يلوح في الأفق، لكن الأخير لم يولِ هذه التحذيرات الاهتمام الكافي.

وفي 1 أكتوبر 2023، عُقد اجتماع آخر في منزل نتنياهو ضم رؤساء الأجهزة الأمنية، بمن فيهم رئيس الموساد ورئيس الأركان، حيث جرى تقديم توصية واضحة بضرورة تنفيذ عملية استهداف لقائد حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، باعتباره العقل المدبر المحتمل لأي تصعيد عسكري. ورغم هذه التوصيات، لم يُتخذ أي قرار بهذا الشأن.

 

فشل في التقديرات الاستخباراتية

تشير المعلومات الواردة في التقرير إلى أن الأجهزة الأمنية كانت تدرك أن هجومًا كبيرًا سيحدث، بل كانت متأكدة من أن حماس ستنفذه. إلا أن الاعتقاد السائد كان أن العمليات العسكرية ستتم عبر الضفة الغربية أو حتى عبر الحدود مع لبنان، وليس من غزة. هذا الخطأ في التقدير ساهم بشكل كبير في وقوع المفاجأة التي أذهلت الاحتلال صباح يوم 7 أكتوبر.

ورغم وجود مؤشرات استخباراتية على أن حماس قد غيرت تكتيكاتها، إلا أن الجيش والاستخبارات لم يتمكنا من التنبؤ بأن الهجوم سيكون مباشرًا من غزة إلى عمق الأراضي المحتلة، ما أدى إلى حالة من الارتباك والتخبط في صفوف الجيش الإسرائيلي خلال الساعات الأولى للهجوم.