في تطور عسكري بارز، تمكن الجيش السوداني، اليوم الأحد، من استعادة السيطرة على مدينة القطينة الواقعة شمالي ولاية النيل الأبيض، بعد معارك ضارية مع قوات الدعم السريع التي فرضت سيطرتها على المدينة لأكثر من 15 شهرًا. ويمثل هذا الحدث نقطة تحول مهمة في الصراع القائم، مع تزايد تقلص نفوذ قوات الدعم السريع في مناطق الوسط والجنوب.

 

تفاصيل العملية العسكرية

أكدت لجنة نداء الوسط، وهي مجموعة أهلية تعمل في مجال الإغاثة والإسعاف، أن مدينة القطينة أصبحت خالية تمامًا من قوات الدعم السريع. وقد نشر ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر قوات الجيش وهي تنتشر داخل المدينة، وسط ترحيب واسع من السكان الذين عبروا عن فرحتهم بالهتافات والتكبير.

 

الأهمية الاستراتيجية لمدينة القطينة

تقع مدينة القطينة على بعد 100 كيلومتر جنوبي العاصمة الخرطوم، وتعد المدينة الوحيدة التي كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع في ولاية النيل الأبيض، إلى جانب بعض القرى المجاورة شمال الولاية. ويمثل استعادة السيطرة عليها إنجازًا استراتيجيًا للجيش السوداني، يعزز من موقفه العسكري في الحرب الدائرة منذ منتصف أبريل 2023.

 

تقلص نفوذ قوات الدعم السريع

خلال الأسابيع الأخيرة، شهدت خريطة السيطرة العسكرية في السودان تغييرات متسارعة، حيث تقلصت مساحة سيطرة قوات الدعم السريع لصالح الجيش السوداني في ولايات الوسط، بما في ذلك الخرطوم والجزيرة، وولايات الجنوب مثل النيل الأبيض وشمال كردفان. ولا تزال قوات الدعم السريع تحتفظ بسيطرة واسعة في أربع من ولايات إقليم دارفور، بينما لم تمتد رقعة الحرب إلى شمال البلاد وشرقها.

 

الوضع الميداني في الخرطوم

في العاصمة السودانية الخرطوم، المكونة من ثلاث مدن رئيسية، يواصل الجيش السوداني تعزيز مواقعه، حيث أصبح يسيطر على 90% من مدينة بحري شمالًا، ومعظم مناطق أم درمان غربًا، و60% من عمق مدينة الخرطوم التي تضم القصر الرئاسي والمطار الدولي، اللذين يوشكان على السقوط بالكامل تحت سيطرة الجيش. في المقابل، لا تزال قوات الدعم السريع تتمركز في بعض الأحياء شرقي وجنوبي المدينة.

التداعيات الإنسانية للصراع

منذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، خلف النزاع أكثر من 20 ألف قتيل وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين تشير دراسات بحثية أجرتها جامعات أمريكية إلى أن العدد الفعلي للقتلى قد يصل إلى 130 ألفًا. كما تسبب النزاع في نزوح نحو 15 مليون شخص داخل السودان وخارجه، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في البلاد.