مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يتجدد الأمل لدى أسر السجناء السياسيين في سجون السيسي بالإفراج عن ذويهم، وسط مناشدات متكررة وجهتها عائلات المعتقلين عبد الفتاح السيسي، داعين إلى إنهاء معاناتهم ولمّ شملهم بعد سنوات طويلة من الفراق.
في هذا السياق، أطلقت مبادرة أسر السجناء السياسيين نداءً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، جاء فيه: "أرجوكم وصلوا للسيسي مناشدتنا ورجاءنا يرجعلنا ولادنا قبل رمضان بأي طريقة وآلية تناسب الدولة"، معبرين عن تطلعهم إلى قرارات بالإفراج عن المحبوسين احتياطياً وإصدار عفو رئاسي عن المحكوم عليهم في قضايا ذات طابع سياسي.
صرخات من خلف الجدران
وعلى مدار السنوات الماضية، أطلقت العديد من الأسر نداءات فردية مماثلة، تعبيراً عن معاناتها المستمرة.
من بين هؤلاء، الدكتورة سناء عبد الجواد، زوجة القيادي في جماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي، التي يقبع زوجها وابنها أنس في السجون منذ أكثر من أحد عشر عاماً. في منشور لها عبر وسائل التواصل، قالت:
"يدخل علينا رمضان المبارك ولنا أحبة وراء القضبان، حرمنا منهم سنوات عديدة، لا نعرف عنهم شيئاً، لا يكلمهم أحد، ولا يسمعهم أحد، ولا يشعر بهم أحد، وفي بيوتهم مقاعد فارغة لن يستطيع أن يملأها أحد. أحبابنا الذين في السجون ليسوا أرقاماً وإنما هم أرواحنا ونور أعيننا وبهجة حياتنا التي فقدناها بغيابهم."
وتساءلت: "ابني أنس، بعد أيام سيكمل عامه 32. اعتقل قبل أن يتم العشرين، أكثر من 12 سجناً انتقل بينها، من قضية إلى أخرى. فإلى متى؟ ومن يدفع ثمن سنوات زهرة عمره التي قضاها في السجون ظلماً؟"
سجون مشددة وحرمان متواصل
أنس البلتاجي، الشاب الذي كان في ريعان شبابه عند اعتقاله عام 2013، تحول إلى أحد رموز "التدوير الأمني"، إذ ظل ينتقل بين القضايا دون إخلاء سبيله، ورغم عدم إدانته في تهم جنائية، فإنه أمضى حتى الآن أكثر من 11 عاماً داخل السجون، معظمها في زنازين انفرادية وبظروف توصف بأنها "غير إنسانية".
منع أنس من الزيارة ومن إكمال تعليمه الجامعي، وهو ما يتعارض مع القوانين المصرية التي تكفل للمحبوسين الحق في استكمال دراستهم.
واقع الاعتقالات في 2024.. صفر إخلاءات سبيل
وفقاً لتقرير صادر عن الجبهة المصرية لحقوق الإنسان منتصف فبراير 2025، فإن دوائر الإرهاب لم تصدر أي قرارات بإخلاء سبيل أي محتجز في قضايا أمن الدولة طوال عام 2024.
وكشف التقرير أن ثلاث دوائر إرهاب نظرت في 104 جلسات قضائية، وراجعت أوضاع 45,965 محتجزاً موزعين على 3,217 قضية أمن دولة، دون إصدار أي قرار إخلاء سبيل.
وأضاف التقرير أن إعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسي لم تؤدِ إلى تخفيف الأوضاع، بل تزامنت مع "التوقف التام عن إصدار أي قرارات بإخلاء السبيل"، مما جعل هذه الدوائر تعمل "كأداة لتجديد الحبس التلقائي دون النظر في ملفات المتهمين أو حتى حضورهم الجلسات".
رمضان بلا غائبين.. أمل الأسر في قرارات الإفراج
مع كل رمضان، تتجدد آمال الأسر في رؤية ذويهم من جديد خارج أسوار السجون، إذ يمثل الشهر الفضيل فرصة للمّ شمل العائلات والتخفيف من معاناة المحبوسين وأقاربهم.
تأمل أسر المعتقلين أن تستجيب السلطات لمناشداتهم، وأن تصدر قرارات بالإفراج عن المحبوسين، سواء عبر العفو الرئاسي أو إنهاء الحبس الاحتياطي غير المحدد المدة.
وفي ظل المطالبات الحقوقية المتزايدة، تبقى أعين الأمهات والآباء معلقة على بارقة أمل تأتي من قصر الرئاسة قبل حلول رمضان، علّهم يجدون أبناءهم بين أحضانهم بعد سنوات من الغياب القسري.
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=122152380962383456&id=61561503704130&
https://www.facebook.com/snaa.abdalgwad/posts/2823162187888934