في حادثة خطيرة تسلط الضوء على تحديات السلامة المهنية في المنشآت الصناعية، تعرض أربعة عمال لإصابات متفاوتة الخطورة جراء انفجار وقع في خزان إحدى محطات الكهرباء الجديدة التابعة لشركة "مصر للغزل والنسيج" بالمحلة الكبرى، مما أثار مخاوف بشأن إجراءات الصيانة والسلامة في القطاع الصناعي.
تفاصيل الحادث وأسماء المصابين
وقع الحادث مساء السبت عندما انفجر خزان في محطة كهرباء جديدة داخل المصنع، مما أدى إلى اندلاع حريق جزئي في المحطة. وأسفر الحادث عن إصابة أربعة عمال، وهم:
- محمد السيد أبو العنين
- محمد عطوة الشحات
- محمد بسطويسي كساب
- أيمن أبو الفضل (نقل إلى طوارئ مستشفى المنصورة في حالة خطرة)
وقد تراوحت الإصابات بين حروق في الساقين والذراعين والظهر، بينما يعاني العامل الرابع من إصابات أشد خطورة تستدعي متابعة طبية مكثفة.
تداعيات الحادث واستمرار العمل بالمصنع
وفقًا لبيان صادر عن دار الخدمات النقابية والعمالية، فإن المصنع لم يتأثر بشكل كبير نتيجة للحادث، حيث لا تعتمد الشركة في تغذيتها بالكهرباء على هذه المحطة، وإنما على مصادر كهربائية خارجية.
ومع ذلك، فإن الحادث يثير تساؤلات جدية حول مدى الالتزام بإجراءات الصيانة الدورية، حيث يُرجح أن يكون الإهمال في صيانة المحطة هو السبب الرئيسي وراء وقوع الانفجار.
تصاعد معدلات الإصابات في القطاع الصناعي
يأتي هذا الحادث ليضاف إلى سلسلة من الحوادث المشابهة التي تعكس تزايد معدلات الإصابات بين العمال في المصانع المصرية.
ووفقًا لتقارير رسمية، سجل القطاع الصناعي 1946 إصابة خلال عام 2023، وهو ما يمثل 23.4% من إجمالي الإصابات المهنية في مصر.
هذه الأرقام تسلط الضوء على المخاطر التي يواجهها العمال، خاصة في بيئات تشغيل المصانع والماكينات، والتي تتطلب مزيدًا من التشديد على إجراءات السلامة والصحة المهنية.
إهمال الصيانة وضرورة الإصلاحات العاجلة
أشار خبراء في مجال السلامة والصحة المهنية إلى أن تكرار مثل هذه الحوادث يعكس خللًا في أنظمة الصيانة داخل المنشآت الصناعية، حيث يتم تأجيل أعمال الصيانة الدورية بسبب نقص التمويل أو ضعف الرقابة.
ويشدد الخبراء على أن استمرار الإهمال قد يؤدي إلى وقوع حوادث أكثر خطورة، تهدد سلامة العمال وتعطل الإنتاج.
مصر للغزل والنسيج.. تاريخ عريق ومستقبل محفوف بالتحديات
تعد شركة "مصر للغزل والنسيج" واحدة من أقدم وأكبر شركات النسيج في مصر، إذ أسسها الاقتصادي المصري البارز طلعت حرب عام 1927.
ومنذ إنشائها، أصبحت المحلة الكبرى مركزًا رئيسيًا لصناعة النسيج، واكتسبت المدينة لقب "عاصمة الطبقة العاملة" بسبب دورها الريادي في الحركات العمالية.
إلا أن الحادث الأخير يثير تساؤلات حول مدى جاهزية هذه المؤسسة العريقة لمواجهة تحديات العصر الحديث، خاصة فيما يتعلق بتحديث البنية التحتية وضمان بيئة عمل آمنة للعمال.