أعلنت مجموعة "أغذية" الإماراتية، المملوكة غالبيتها لصندوق الاستثمار السيادي في أبوظبي "القابضة" (ADQ)، عن استكمال استحواذها على 80% من شركة "أبو عوف" المصرية، المتخصصة في الوجبات الخفيفة الصحية والقهوة، وذلك عبر شراء حصة إضافية بنسبة 10%.
صفقة تعزز التوسع الإقليمي وسط ضغوط حكومية
تأتي هذه الصفقة في إطار استراتيجية "أغذية" لتعزيز تواجدها الإقليمي والاستفادة من فرص النمو في قطاعات الأغذية والمشروبات، حيث صرّحت المجموعة في بيان رسمي بأن "هذه الخطوة تتماشى مع طموحنا في تعزيز النمو ضمن الفئات ذات الإمكانات العالية والبناء على الشراكات الناجحة، وستواصل عائلة عوف قيادة الأعمال".
وكانت "أغذية" قد استحوذت في عام 2022 على حصة 60% من "أبو عوف"، ثم رفعتها إلى 70% في فبراير 2024، قبل أن تكمل استحواذها الأخير، لتصبح بذلك المالك الأكبر للشركة.
نمو رغم التحديات الاقتصادية وضغوط بيع الأصول
ورغم التحديات الاقتصادية التي تعاني منها السوق المصرية، أظهرت "أبو عوف" أداءً مالياً قوياً، حيث زادت أرباحها قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك بنسبة تجاوزت 70%، كما ارتفعت إيراداتها السنوية بنسبة 33% بالدرهم الإماراتي في 2024، وفقاً لبيان "أغذية".
وتأتي هذه النتائج رغم الانخفاض الحاد في قيمة الجنيه المصري مقابل الدولار، والذي تجاوز 60% منذ مارس 2024.
وتأتي هذه الصفقة وسط ضغط متزايد من حكوم عبد الفتاح السيسي على الشركات الناجحة لبيع حصصها لمستثمرين أجانب، في إطار توجه اقتصادي يسعى لتوفير السيولة النقدية وتقليل الأعباء المالية على الدولة.
الصادرات كملاذ آمن
من جانبها، أشارت "أغذية" إلى أن صادراتها من مصر ارتفعت بنسبة 50% خلال العام الماضي، ما وفر لها حماية طبيعية ضد تقلبات أسعار السلع، إلى جانب الميزة التنافسية التي تتمثل في تأمين المواد الخام المستوردة وضمان توفر السلع في مخازنها.
"أبو عوف".. من متجر محلي إلى علامة تجارية إقليمية
تأسست "أبو عوف" عام 2010، وسرعان ما تحولت إلى واحدة من أبرز الشركات المصرية في قطاع التجزئة للأغذية الصحية، حيث تدير متاجر وأكشاك متخصصة في بيع المكسرات، القهوة، التمور، الفواكه المجففة، وغيرها من المنتجات الغذائية.
ويعكس استحواذ "أغذية" على "أبو عوف" توجهاً متزايداً للاستثمارات الخليجية في الشركات المصرية، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية التي دفعت العديد من المؤسسات الناجحة إلى البحث عن مستثمرين أجانب لضمان استمراريتها.
مستقبل "أبو عوف" تحت الإدارة الإماراتية
مع انتقال غالبية الملكية إلى الجانب الإماراتي، يترقب السوق المصري مستقبل "أبو عوف" تحت الإدارة الجديدة، وسط تساؤلات حول مدى تأثير هذه الصفقات على الشركات المحلية واستراتيجياتها في ظل التغيرات الاقتصادية الجارية.
وفي ظل تنامي الاستثمارات الخليجية في مصر، يبقى السؤال مطروحاً: هل ستساهم هذه الاستحواذات في تعزيز الاقتصاد المصري أم أنها مؤشر على تزايد الضغوط على الشركات المحلية لبيع أصولها لمستثمرين خارجيين؟