تصاعدت ردود الفعل الغاضبة في الولايات المتحدة الأمريكية بعد تصريحات الرئيس دونالد ترامب بشأن مخطط استيلاء الولايات المتحدة على قطاع غزة، حيث وجه 145 نائبًا ديمقراطيًا في مجلس النواب الأمريكي رسالة شديدة اللهجة إلى ترامب، مطالبين إياه بالتراجع عن هذه التصريحات التي وصفوها بـ"الخطيرة وغير الأخلاقية".

 

تفاصيل الرسالة ووقعها السياسي

بحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي، فإن الرسالة وقعها ما يقارب ثلثي الأعضاء الديمقراطيين في مجلس النواب، الذين يبلغ عددهم 215 نائبًا، وهو ما يمثل خطوة غير مسبوقة تعكس حجم القلق داخل الحزب الديمقراطي بشأن سياسات الرئيس المتعلقة بالشرق الأوسط.

وأعرب النواب في رسالتهم عن صدمتهم العميقة من تصريحات ترامب التي تنادي بتهجير مليوني فلسطيني من غزة، مؤكدين أن هذه السياسة لا تتعارض فقط مع القيم الأمريكية، بل قد تؤدي إلى تدهور سمعة الولايات المتحدة على الصعيد الدولي، وتعرض قواتها العسكرية لمخاطر متزايدة، فضلًا عن تعزيز تهديدات الإرهاب في المنطقة.

 

تحذيرات من تداعيات الخطة

حذّر النواب الموقعون على الرسالة من أن هذا المخطط لن يكون مجرد انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، بل سيؤدي أيضًا إلى تعقيد الجهود الأمريكية للتعاون مع الدول العربية في إعادة إعمار غزة، وإيجاد حلول دبلوماسية للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، كما أكدوا أن هذه الخطوة قد تعيق أي تقدم نحو تحقيق السلام في المنطقة، وتزيد من عزلة الولايات المتحدة سياسيًا.

وذكر التقرير أن النائبين شون كاستن من ولاية إلينوي، وبراد شيرمان من ولاية كاليفورنيا، قادا حملة التوقيع على الرسالة، التي تلقت دعمًا واسعًا داخل الكونجرس، بما في ذلك بعض الجمهوريين الذين اعتبروا الخطة غير قابلة للتنفيذ وتتناقض مع سياسات ترامب المعلنة بعدم التدخل العسكري في الخارج.

 

مواقف دولية وإقليمية رافضة

أثارت تصريحات ترامب ردود فعل غاضبة على المستويات الفلسطينية والعربية والدولية، فقد أكدت السلطة الفلسطينية وفصائل المقاومة رفضها القاطع لأي محاولة لتهجير السكان أو فرض وقائع جديدة بالقوة، معتبرة ذلك استكمالًا لسياسات الاحتلال الإسرائيلي التي تستهدف تغيير الطابع الديمجرافي لغزة.

وعلى الصعيد العربي، رفضت مصر والأردن بشكل قاطع أي مخططات ترحيل قسري للفلسطينيين إلى أراضيهما، مؤكدة أن الحل الوحيد المقبول هو تحقيق السلام العادل وفق قرارات الشرعية الدولية، كما أعربت الأمم المتحدة وعدد من الدول الأوروبية عن قلقها البالغ إزاء التصريحات الأمريكية، محذرة من تداعياتها الكارثية على المنطقة.

 

السياق التاريخي والأوضاع الميدانية

تأتي هذه التطورات بعد العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والذي أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 160 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود. وقد وُصِف هذا العدوان بأنه جريمة إبادة جماعية.

في 19 يناير 2025، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، حيث يستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يومًا، مع إمكانية التمديد لمرحلة ثانية وثالثة بناءً على تقدم المفاوضات بين حماس وإسرائيل.