وثَّقت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان توسُّع إدارة سجن الوادي الجديد في استخدام زنازين التأديب كوسيلة عقابية قاسية، فيما عدته واحدة من أشد صور التعذيب البدني والنفسي الممارسة بحق عدد كبير من المعتقلين السياسيين داخل السجن.
التأديب كأداة قمع
ونقلت الشبكة عن مصادر، أن إدارة سجن الوادي الجديد، المعروف باسم "سجن الموت"، تلجأ بشكل متزايد إلى التهديد بزنازين التأديب كوسيلة ضغط على المعتقلين السياسيين.
وأشارت إلى أنها تلقت شكاوى عديدة من معتقلين تم إيداعهم تلك الزنازين، لكنها تتحفظ على نشر أسمائهم حفاظًا على سلامتهم وأمنهم وخوفًا من انتقام إدارة السجن.
وبحسب المعلومات، فإن إدخال المعتقلين إلى زنازين الظلام يتم بشكل تعسفي، وغالبًا دون ارتكاب مخالفات تبرر هذه العقوبة القاسية، التي باتت ممارسة ممنهجة.
زنازين مظلمة ومعاناة لا تُحتمل
ووصفت الشبكة زنازين التأديب بأنها عبارة عن غرف مظلمة ضيقة لا تزيد مساحتها عن مترين مربعين، تُترك دون أي إضاءة. يُحتجز المعتقل داخلها مرتديًا ملابسه الداخلية فقط، دون أغطية تقيه البرد أو حمام لقضاء حاجته. يُسمح له بالخروج لدقائق معدودة يوميًّا لاستخدام الحمام والاستحمام، وهو ما يفاقم من معاناته الجسدية والنفسية.
أزمات صحية ونفسية
وذكرت أنه يُسمح للمعتقل يوميًّا بزجاجتين من المياه، تُستخدم إحداهما للتبول عند الضرورة. ومع الظلام الدامس وغياب الإضاءة داخل الزنازين، يعاني بعض المعتقلين من أزمات صحية ونفسية تتطلب رعاية طبية مكثفة، والتي تظل غير متوفرة في سجن الوادي الجديد.
نقص حاد في الطعام
وفق ما أوردت الشبكة من معلومات، يحصل المعتقل يوميًّا على رغيفين من الخبز وقطعة من الجبن أو الحلاوة. هذه الكميات لا تكفي لسد احتياجاته الغذائية، خاصة مع حرمان المعتقلين من شراء الطعام من كانتين السجن.
الاستعانة بالمساجين الجنائيين
ورصدت الشبكة استخدام إدارة السجن للمساجين الجنائيين في ترهيب المعتقلين السياسيين، وتعذيبهم أو الاعتداء عليهم بالضرب داخل زنازين التأديب، وهو إجراء يعكس سياسة منهجية للتنكيل بالمعتقلين.
الاحتجاز لفترات طويلة
وتشير التقارير إلى تعنت إدارة السجن في احتجاز بعض المعتقلين داخل زنازين التأديب لفترات طويلة تصل إلى قرابه العام فى مخالفة صريحة لنص المادة 55 من الدستور المصري لعام 2014، التي تضمن معاملة كل من يُقبض عليه أو يُحبس بما يحفظ كرامته، وتحظر تعذيبه أو ترهيبه أو إيذاءه بأي شكل كان.
كما تُخالف هذه الممارسات المواثيق الدولية التي وقعت عليها مصر، وتُشكل جريمة تستوجب المساءلة القانونية وكذلك فى مخالفة لبعض مواد اللائحة الداخلية للسجون .
وطالبت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان النيابة العامة بالاضطلاع بدورها في مراقبة الأوضاع داخل سجن الوادي الجديد، والتحقيق في الانتهاكات الموثقة ومحاسبة المسؤولين عنها.
وحذرت من أن التوسع في استخدام زنازين التأديب يُعد جريمة إنسانية بحق السجناء، ويجب العمل على وقف هذه الانتهاكات فورًا.

