أكدت الحكومة الأوغندية ومنظمة الصحة العالمية مؤخرًا تفشي مرض فيروس السودان.
ويُعتقد أن الحالة الأولى المعروفة في هذا التفشي كانت لممرض يبلغ من العمر 32 عامًا يعمل في إحدى مستشفيات العاصمة الأوغندية كمبالا.

وأفادت منظمة الصحة العالمية بوجود مجموعتين رئيسيتين من الإصابات، إحداهما مرتبطة بعائلة المريض، والأخرى في مستشفى.
حتى لحظة كتابة هذا التقرير، تُعتبر الحالة الأولى هي الوفاة الوحيدة المسجلة. أما الحالة الثانية فكانت زوجة المريض، وبحلول 11 فبراير، تم تأكيد تسع حالات.

تعد تفشيّات هذا الفيروس نادرة نسبيًا. هذا التفشي الجديد هو التاسع الذي يُسجَّل منذ عام 1976، عندما تم اكتشاف الفيروس لأول مرة في جنوب السودان، وسُمي حينها فيروس السودان وفقًا لموقع ظهوره أو تفشيه الأول.

في عام 2022، أدى تفشي فيروس السودان، أيضًا في أوغندا، إلى 164 إصابة و77 وفاة، بمعدل وفيات بلغ 47٪. ولا توجد علاجات أو لقاحات معتمدة لمكافحة هذا الفيروس حتى الآن.
 

فيروس السودان يشبه الإيبولا
   يتشابه مرض فيروس السودان بشكل أساسي مع مرض الإيبولا، الذي تسبب في عدة تفشيات بارزة، كان أكبرها في غرب إفريقيا بين عامي 2014 و2016، حيث سجل 28600 إصابة و11325 وفاة.

ينتمي فيروس السودان والإيبولا إلى عائلة الفيروسات الخيطية، لكنهما يختلفان في البروتينات والمكونات الجينية، مما يؤدي إلى اختلاف استجابة الجهاز المناعي لكل منهما.
ولهذا السبب، يُعتقد أن لقاحات الإيبولا غير فعالة ضد فيروس السودان.
 

محاولات تطوير لقاحات وعلاجات
   بالنسبة لتفشي فيروس السودان الحالي، هناك جهود لنشر لقاحات تجريبية إلى جانب أدوية الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، والتي تعمل على منع الفيروس من التكاثر داخل الجسم.

في عام 2022، أوصت منظمة الصحة العالمية باستخدام نوعين من الأجسام المضادة وحيدة النسيلة لعلاج الإيبولا. وهناك تفاؤل بخصوص إجراء أبحاث مماثلة لتطوير علاجات لفيروس السودان.
حاليًا، هناك تجربة سريرية من المرحلة الأولى (وهي المرحلة الأولية من الاختبار على البشر) تُجرى لتطوير لقاح ضد فيروس السودان.
 

أعراض فيروس السودان
   نظرًا للتشابه في البنية الفيروسية بين فيروس السودان والإيبولا، فإن الأعراض في كلتا الحالتين تكون متشابهة.
تبدأ الإصابة عادة بـحمى وآلام وإرهاق، وقد تتطور إلى إسهال وقيء ونزيف غير مبرر.

يحتاج الأطباء إلى اختبارات معملية لتحديد الفرق بين المرضين، ولكن في جميع الحالات، يجب عزل المرضى على الفور لمنع انتشار العدوى.

وأظهرت الأبحاث أن العلاج الداعم المبكر يساعد في تقليل معدلات الوفيات لكل من فيروس السودان والإيبولا، حيث يمنح الجسم وقتًا للتعافي.
يشمل العلاج عادةً تعويض السوائل، وتخفيف الألم والحمى، ومعالجة العدوى الثانوية المحتملة مثل الملاريا.
 

نقاط الضعف في الاستجابة الصحية
   في تفشي فيروس السودان عام 2022، كان بعض المرضى في البداية يتلقون العلاج في مرافق صحية خاصة غير خاضعة للنظام الصحي العام، مما أدى إلى انتشار العدوى في أغسطس 2022.

وأشار الخبراء إلى نقص تدابير الوقاية من العدوى والتجهيزات الطبية اللازمة لاحتواء هذه الفيروسات الخطيرة.

وبمجرد تأكيد الحالات، أُحيل معظم الأشخاص الذين ظهرت عليهم الأعراض إلى وحدات متخصصة للفحص والعلاج في أكتوبر، وأُعلن انتهاء التفشي في نهاية نوفمبر 2022.
وعلى الرغم من عدم وجود لقاحات أو علاجات فعالة حتى الآن، إلا أن تتبع المخالطين وتطبيق تدابير السيطرة على العدوى يمكن أن يساعد في احتواء مثل هذه الأوبئة.
 

تغير المناخ وانتشار الفيروسات
   من المتوقع أن يؤثر التغير المناخي على التوزيع الجغرافي للفيروسات الجديدة والناشئة، مثل فيروس الإيبولا وفيروس السودان وفيروس الكونغو-كريميا النزفي.
كما ستجد الأمراض المنقولة عبر البعوض، مثل الملاريا والحمى الصفراء، مواطن جديدة، في حين أن حمى الضنك وفيروس غرب النيل أصبحا أكثر انتشارًا في أوروبا وأمريكا الشمالية.
 

التعاون الدولي ضرورة لمواجهة الأوبئة
   التعاون الدولي أمرًا بالغ الأهمية لمواجهة التهديدات الصحية العالمية. ومع ذلك، قد تعرقل التقلبات السياسية وانعدام التنسيق بين القوى الكبرى هذه الجهود.

يواجه العالم أوقاتًا غير مستقرة، وهي بيئة مثالية لانتشار فيروس السودان وغيره من الأمراض المعدية الخطيرة.

https://www.independent.co.uk/news/health/sudan-virus-disease-ebola-outbreak-b2697561.html