تشهد الأسواق المصرية ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار البن، ما يثير قلق المستهلكين والتجار على حد سواء، وأرجع حسن فوزي، رئيس شعبة البن بالغرف التجارية، هذا الارتفاع إلى العوامل العالمية التي تؤثر على الإنتاج والتوريد، مؤكدًا أن مصر تعتمد بالكامل على استيراد البن من الخارج، ما يجعلها عرضة للتغيرات السعرية في الأسواق الدولية.

 

ارتفاع الأسعار وأسبابه

في تصريحات إعلامية، أوضح فوزي أن السوق المحلي يعاني من تأثير مباشر لارتفاع الأسعار العالمية، حيث تعرضت الدول المنتجة الرئيسية مثل البرازيل وفيتنام لظروف مناخية قاسية أدت إلى تلف حوالي 20% من إجمالي إنتاج البن، وأضاف أن الطلب الأوروبي المتزايد على البن أدى إلى تفاقم الأزمة، مع اتجاه المستوردين في أوروبا لشراء كميات ضخمة خوفًا من استمرار ارتفاع الأسعار مستقبلًا.

 

تأثير التغيرات المناخية على إنتاج البن

يُعتبر البن من المحاصيل الحساسة للتغيرات المناخية، إذ تتسبب التقلبات الجوية في خفض جودة المحصول وتقليل الإنتاجية، وقد شهدت البرازيل، أكبر مصدر للبن في العالم، موجات صقيع غير مسبوقة خلال العام الماضي، ما أثر بشكل كبير على محاصيلها، كما تعرضت فيتنام، ثاني أكبر منتج للبن، لأمطار غزيرة أدت إلى إتلاف جزء كبير من المحصول.

 

تأثير ارتفاع الأسعار على المستهلك المصري

ارتفعت أسعار القهوة العالمية بأكثر من 90% خلال الـ12 شهرًا الماضية، وهو ما انعكس بشكل مباشر على السوق المصري، وقفزت أسعار حبوب قهوة "أرابيكا" إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، حيث ارتفعت العقود الآجلة لشهر مارس في بورصة "إنتركونتيننتال" بنيويورك إلى 3.7225 دولار للرطل، بزيادة تجاوزت 16% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، كما ارتفعت أسعار "روبوستا"، التي تُستخدم في القهوة سريعة التحضير، بنحو 2.2% لتصل إلى 5734 دولارًا للطن المتري.

وفي السوق المصري، أدت هذه الزيادات إلى ارتفاع أسعار البن بشكل ملحوظ، حيث تجاوز سعر الكيلو الواحد لبعض الأنواع المستوردة حاجز 300 جنيه، مما يشكل ضغطًا على المستهلكين الذين اعتادوا على استهلاك القهوة بشكل يومي.

ويتوقع خبراء الصناعة أن تظل أسعار القهوة مرتفعة خلال الأشهر القادمة، خاصة مع استمرار الأزمات المناخية العالمية وزيادة الطلب، ومع اعتماد مصر بالكامل على الاستيراد، فإن أي زيادة جديدة في الأسعار العالمية ستنعكس مباشرة على السوق المحلي.