رسوم ترامب الجمركية تهدد مستقبل صناعة الصلب المصرية
الجمعة 11 أبريل 2025 08:00 م
تصاعدت المخاوف بين مصنعي الصلب المصري بشأن تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على واردات الصلب من مختلف دول العالم، بما في ذلك مصر. مع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة ودول أخرى، بات قطاع الصلب المصري مهددًا بخسائر طويلة المدى، خاصة في ظل الارتفاع المتوقع لتكاليف الإنتاج وتقليص حجم الصادرات.
تأثير الرسوم الجمركية على الصادرات المصرية
فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية بنسبة 25% على جميع واردات الصلب إليها، وهو قرار شمل دولًا عدة، بما في ذلك مصر. وقد تراجعت صادرات الصلب المصرية إلى الولايات المتحدة في عام 2024 بنسبة 44.4%، حيث سجلت 126.6 مليون دولار مقارنة بـ227.7 مليون دولار في 2023، ويعزى هذا التراجع جزئيًا إلى السياسات الحمائية التي بدأت إدارة الرئيس السابق، جو بايدن، في تطبيقها.
محمد حنفي، المدير التنفيذي لغرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، أشار إلى أن هذه الرسوم الجمركية ستكون لها تداعيات سلبية على صادرات الحديد المصري إلى السوق الأميركي، ولكنها لن تكون العامل الوحيد في تراجع الصادرات، حيث أكد أن هناك بعض التحديات المرتبطة بالحرب التجارية العالمية.
أرقام رسمية: انخفاض ملحوظ في صادرات الحديد
وفقًا لتقرير صادر عن "الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات"، شهدت صادرات مصر من الحديد والصلب انخفاضًا طفيفًا بنسبة 4% في عام 2024، لتصل إلى 2.25 مليار دولار، مقارنة بـ2.35 مليار دولار في 2023. وفي هذا السياق، أشار حنفي إلى أن الحديد المصري يتمتع بميزة تنافسية على الرغم من فرض الرسوم الأميركية، حيث يباع الطن المصري بنحو 90 دولارًا، بينما سعر الحديد الأوروبي يبلغ 100 دولار.
الحرب التجارية تؤثر على الإنتاج المحلي
أدى انخفاض الطلب المحلي بسبب القيود الحكومية على أعمال البناء في عام 2021، بالإضافة إلى القيود على التصدير، إلى انخفاض إنتاج الصلب في مصر. حيث تراجع الإنتاج السنوي من 16 مليار طن إلى 10 ملايين طن، مما أضعف قدرة الصناعة المحلية على تلبية احتياجات السوق الداخلية، فضلًا عن تراجع القدرة التصديرية.
لكن مع إضافة خطوط إنتاج جديدة في مصانع الحديد، يتوقع أن يصل حجم استثمارات القطاع إلى 600 مليار جنيه بنهاية العام 2025، وهي خطوة تهدف إلى تعزيز القدرة الإنتاجية لتلبية الطلبات التصديرية في دول الإعمار.
السوق العالمية: التحديات والفرص
في الوقت الذي تعاني فيه مصر من تراجع الصادرات إلى بعض الأسواق الأوروبية، مثل إيطاليا وإسبانيا، شهدت صادرات الصلب المصري نمواً كبيراً في بعض الأسواق الأخرى، مثل السعودية التي ارتفعت وارداتها بنسبة 150%، بالإضافة إلى انتعاش السوق البرازيلية، التي زادت وارداتها من الصلب المصري بنسبة 283%.
مستقبل قطاع الصلب المصري
يخشى مصنعو الصلب المصريون من تقلص صادراتهم إلى بعض الأسواق الرئيسة مثل تركيا وبريطانيا، اللتين تدرسان فرض حصص على واردات الحديد المصري. ومع ذلك، يبقى القطاع المصري قادرًا على المنافسة في أسواق أخرى بفضل الأسعار التنافسية للحديد المصري، التي تجعله خيارًا مفضلاً في بعض الأسواق العالمية.
ومع استمرار هذه التحديات العالمية، يظل قطاع الصلب المصري أمام مفترق طرق يحتاج إلى استراتيجية شاملة للتعامل مع تقلبات السوق العالمية وضمان استدامة النمو في المستقبل.