قررت قيادة جيش الاحتلال فصل جميع عناصر سلاح الجو الذين وقّعوا على عريضة تطالب بوقف الحرب على قطاع غزة وإعادة المحتجزين الإسرائيليين، في خطوة تكشف حجم الانقسام الداخلي الذي تعانيه إسرائيل منذ طوفان الأقصى.

العريضة التي أثارت العاصفة وقّعها نحو (1000) عنصر من سلاح الجو، من بينهم طيارون وضباط وجنود في الخدمة أو في الاحتياط، أعربوا فيها عن قلقهم من استمرار الحرب دون تحقيق أهدافها، واعتبروا أنها باتت تخدم "مصالح سياسية وشخصية" على حساب الأمن القومي وسلامة الجنود والمدنيين.

 

قيادة الجيش ترد بالحزم

وجاء الرد سريعًا من أعلى المستويات العسكرية؛ حيث أعلن كل من رئيس هيئة الأركان إيال زامير وقائد سلاح الجو اللواء تومر بار عن قرار بفصل كل الموقعين على العريضة من الخدمة الفعلية، لا سيما أولئك الذين لا يزالون في صفوف الاحتياط. وقال بيان للجيش إن "استغلال المناصب داخل المؤسسة العسكرية للتعبير عن مواقف سياسية يتعارض مع مبادئ الجيش".

وأضاف البيان: "لا يمكن قبول وضع يخرج فيه جندي من مركز قيادة ليعبّر عن انعدام ثقته بقادته وبأهداف الحرب. هذا شذوذ غير ممكن"، مشددًا على ضرورة إبقاء الجيش بعيدًا عن النقاش السياسي الداخلي.

 

انقسام داخلي وقلق من المستقبل

المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تجد نفسها اليوم في موقف بالغ الحساسية، إذ أن هذه الخطوة تعكس تصاعدًا نادرًا في حدة الخلافات الداخلية في صفوف القوات المسلحة، خاصة في ظل الضغوط المتزايدة على الجيش لاستعادة المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.

ورغم أن رسالة الجنود لم تكن دعوة صريحة للعصيان، إلا أن قيادة الجيش والحكومة اعتبرتاها بمثابة رفض ضمني للأوامر. وقد كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن 10% من الموقعين على العريضة هم من جنود الاحتياط الفعليين، ومعظمهم متطوعون، بينما الباقون من المتقاعدين أو غير العاملين حاليًا.

 

نتنياهو يهاجم ويصعّد

رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لم يفوّت الفرصة لشن هجوم عنيف على الموقعين، معتبرًا إياهم "مجموعة متطرفة تحاول تحطيم المجتمع الإسرائيلي من الداخل".

وأضاف: "لقد حاولوا القيام بذلك قبل السابع من أكتوبر، وقد فسرت حماس تلك الدعوات كعلامة على ضعف الدولة"، في إشارة إلى العمليات التي شنتها حركة المقاومة الفلسطينية في بداية الحرب.

وأكد نتنياهو دعمه الكامل لوزير الأمن ولرئيس الأركان في قراراتهم، قائلًا إن "التصريحات التي تضعف الجيش في وقت الحرب لا تُغتفر، مهما كانت طريقة التعبير عنها".