منذ 7 أكتوبر 2023، كثفت إسرائيل استخدامها للتجويع المتعمد كأداة تعذيب ضد الأسرى الفلسطينيين في مراكز اعتقالها، وفقًا لوكالة الأناضول.
صرّح الأسير الفلسطيني المحرر سامي جرادات، البالغ من العمر 57 عامًا، بأن "حراس السجون والموظفون تحولوا إلى وحوش ونازيين منذ عام 2023". وأُطلق سراحه الأسبوع الماضي ضمن اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
أمضى جرادات سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية بعد اعتقاله عام 2003، حيث صدر بحقه عدة أحكام بالسجن المؤبد. ومنذ 7 أكتوبر 2023، فقد ما يقارب 30 كيلوجرامًا من وزنه بسبب سوء التغذية وظروف الاحتجاز القاسية.
وقال جرادات: "بعد 7 أكتوبر، تغيرت أوضاع السجون بشكل جذري، وأصبح التعامل مع أي أسير عربي، باستثناء الدروز، وحشيًا ونازيًا".
تدهور صحي وأدلة على التجويع المتعمد
ذكرت منظمة يوروميد لحقوق الإنسان، التي تتخذ من جنيف مقرًا لها، أن معظم الأسرى الفلسطينيين الذين أُطلق سراحهم من السجون الإسرائيلية أظهروا تدهورًا صحيًا حادًا، حيث فقد العديد منهم وزنًا كبيرًا، في دليل واضح على سياسة التجويع المتعمد.
وأوضحت المنظمة أن سلطات السجون الإسرائيلية حرمت الأسرى الفلسطينيين من العلاج الطبي طوال فترة اعتقالهم، مؤكدة أن "إسرائيل حولت سجونها إلى مراكز تعذيب ممنهج بعد 7 أكتوبر".
الإذلال والإرهاب
وصف جرادات المعاملة داخل السجون الإسرائيلية بأنها قائمة على الإذلال والضرب الشديد والتجويع المتعمد.
وقال: "لقد فقدت أكثر من 30 كيلوجرامًا من وزني"، مضيفًا أن وجبات الطعام المقدمة للأسرى لم تكن كافية حتى لطفل في الثانية من عمره. كما أشار إلى تعرض الأسرى للضرب المبرح من الحراس.
وأضاف أن طلبات نقله إلى المستشفى كانت تُرفض باستمرار، رغم أنه يعاني من مشكلة صحية تتطلب وجود قسطرة في بطنه.
وروى حادثة وقعت له بعد خضوعه لعملية جراحية، حيث أكد الطبيب للحراس أن حالته مستقرة، لكن أحد الحراس رد قائلاً: "دعه يموت، نحن لا نهتم لأمره".
وقال جرادات، إن "حراس السجون الإسرائيليين يفتقرون إلى الإنسانية والضمير والأخلاق".
مصير الأسرى من غزة مجهول
وصف جرادات أوضاع الأسرى الفلسطينيين من غزة في السجون الإسرائيلية بأنها "مأساوية" و"بالغة القسوة".
وأوضح أنه لم يكن لديهم أي معلومات عن وضعهم، لكنه سمع تقارير تفيد بأنهم يُعاملون بشكل أسوأ من غيرهم.
كما نقل تقارير عن تعليق الأسرى الغزيين من أقدامهم بعد ثقبها من الحراس الإسرائيليين.
رغم إطلاق سراحه، وصف جرادات حريته بأنها "ناقصة".
وتابع: "تم الإفراج عنا بثمن باهظ دفعه الشعب الفلسطيني في غزة من أرواحهم وأموالهم ومنازلهم، في ظل أوضاع معيشية لا تُحسد عليها".
جرادات، الذي ينحدر من جنين شمال الضفة الغربية، تم ترحيله قسريًا إلى غزة، ما منعه من لقاء زوجته وأطفاله وأحفاده بعد عقود من الانفصال.
وأشار إلى أن آثار الضرب لا تزال واضحة على عنقه، مضيفًا أن مجموعة مكونة من 20 أسيرًا، كان من المفترض نقلهم إلى مصر، لكنهم تعرضوا لخداع وعنف عنيف من قبل الجيش الإسرائيلي.
وقال: "ألقانا الجنود الإسرائيليون من الحافلة ونحن مكبلون وضربونا بوحشية"، مضيفًا أن الأسرى أجبروا على السير ثلاثة كيلومترات للوصول إلى وجهتهم.
معاملة غير متكافئة
أُفرج عن مئات الفلسطينيين ضمن صفقة تبادل الأسرى، حيث أطلقت إسرائيل سراحهم مقابل 18 أسيرًا، بينهم خمسة عمال تايلانديين، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير.
وبحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أعرب ممثلو الصليب الأحمر عن غضبهم من الطريقة التي أفرجت بها إسرائيل عن الدفعة الأخيرة من الأسرى الفلسطينيين، حيث تم إخراجهم مكبلين وأيديهم خلف رؤوسهم.
في المقابل، ظهر الأسرى الإسرائيليون المفرج عنهم من غزة في صحة جيدة، وملابس نظيفة، وتم استقبالهم بالهدايا عند الإفراج عنهم.
إسرائيل تواجه اتهامات بجرائم حرب
أوقف اتفاق وقف إطلاق النار الحرب الإسرائيلية التي أودت بحياة أكثر من 47500 شخص ودمّرت قطاع غزة بالكامل.
وفي نوفمبر، أصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
كما تواجه إسرائيل دعوى إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية بسبب عدوانها على القطاع.
https://www.middleeastmonitor.com/20250205-freed-palestinian-recounts-deliberate-starvation-practices-in-israeli-prisons/