في ظل تصاعد المخططات التي تستهدف تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، شدد رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، وخطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، على رفض هذه الخطط رفضًا قاطعًا، داعيًا إلى موقف عربي واضح وثابت لصد هذه المحاولات التي تمثل انتهاكًا صارخًا للحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني.
مخططات التهجير.. مؤامرة قديمة تتجدد
أكد الشيخ عكرمة صبري أن "موضوع التهجير ليس جديدًا، بل هو مخطط قديم يتم إعادة إحيائه في ظل المستجدات الراهنة"، مشيرًا إلى أن المخططين يتوهمون أن "الظروف قد نضجت لتنفيذه"، لكنه شدد على أن الشعب الفلسطيني ثابت في أرضه منذ آلاف السنين ولن يتخلى عنها مهما بلغت التحديات.
وأضاف صبري: "ارتباط الفلسطينيين بأرضهم ليس مجرد ارتباط سياسي، بل هو ارتباط ديني وعقائدي وتاريخي، ولا يمكن القبول بأي مخطط يستهدف تهجيرهم أو المساس بحقوقهم المشروعة".
رفض عربي مطلوب.. وتحذير من الضغوطات
وفيما يتعلق بالموقف العربي من هذه المخططات، دعا خطيب الأقصى الدول العربية إلى تبني موقف موحد وصارم يرفض تهجير الفلسطينيين، وعدم الخضوع لأي ضغوط دولية، قائلًا: "نحن نأمل من الدول التي تتعرض الآن لضغوط سياسية أن تثبت على موقفها وألا تخضع للإملاءات الأمريكية أو غيرها".
كما شدد على ضرورة اتخاذ موقف عربي جماعي يدعم الأردن ومصر، اللتين رفضتا علنًا المخططات الأمريكية الهادفة إلى ترحيل سكان قطاع غزة إلى أراضيهما. وقال: "على الدول العربية أن تتحد في مواجهة هذا المشروع وأن تعلن رفضها له بشكل صريح وثابت، لأن التضامن العربي القوي يمنح الفلسطينيين دعمًا استراتيجيًا في معركتهم للبقاء على أرضهم".
الاستيطان والتوسع الإسرائيلي.. مخاطر متزايدة
وفي سياق متصل، حذر الشيخ صبري من تصاعد مشاريع الاستيطان والتوسع الإسرائيلي، مؤكدًا أن الاحتلال يسعى لفرض أمر واقع جديد على الأرض، مستغلًا الغطاء السياسي الأمريكي. وقال: "الاحتلال الإسرائيلي لا يحدد حدود دولته، وهذا في حد ذاته مؤشر خطير على نواياه التوسعية، حيث يسعى لالتهام المزيد من الأراضي الفلسطينية بمباركة أمريكية واضحة".
كما شدد على أهمية صمود الفلسطينيين على أراضيهم وعدم تركها لقمة سائغة أمام الاستيطان، داعيًا كل مواطن فلسطيني إلى التمسك بأرضه وزراعتها وعدم السماح للاحتلال بالاستيلاء عليها. وأضاف: "هجران الأرض يعرضها للمصادرة والاستيطان، ولذلك فإن التمسك بها وزراعتها هو شكل من أشكال المقاومة والصمود".