تستمر معاناة سبعة مصريين محتجزين منذ نحو عام لدى قوات الدعم السريع السودانية، وسط غياب تام للمعلومات حول مكان احتجازهم أو مصيرهم.
وتتصاعد توترات العلاقات بين سلطات السيسي وميليشيا الدعم السريع، فيما تنتظر عائلات المحتجزين أي بارقة أمل حول عودة أبنائهم ، الذين كانوا في السودان منذ سنوات طويلة لأغراض تجارية بحتة.
رحلة الغموض والصبر
منذ وقوع الحادثة، لم يتمكن أهالي المحتجزين سوى من تلقي رسائل مقتضبة، إما صوتية أو مكتوبة بخط اليد، من أقاربهم، حيث تصلهم بين الحين والآخر لطمأنتهم عن حالتهم، بينما يؤكد بعض الأهالي أنهم لم يتلقوا أي تواصل حتى الآن، ويبدو أن السبعة المحتجزين ليسوا في مكان واحد، ما يزيد من غموض القضية.
وفقاً لأسر المحتجزين، فإن أبناءهم زاروا السودان منذ سنوات عديدة بغرض التجارة، حيث كانوا يسافرون بانتظام منذ عامي 2004 و2005، ولم يكن لهم أي علاقة بالنزاعات التي اندلعت مؤخراً في السودان.
وأوضحوا أن السودانيين المحليين يعرفونهم جيداً ويشهدون أنهم يركزون على عملهم ولا يتدخلون في شؤون البلاد السياسية أو العسكرية.
لحظات القبض وظروف الاحتجاز
عندما اندلعت الحرب في السودان، ظل المحتجزون في سكنهم لمدة شهرين تقريباً، محاولين التكيف مع الوضع الجديد رغم انقطاع الإمدادات الأساسية، حتى اضطروا إلى إعداد الطعام في المنزل.
وعندما قرروا مغادرة السودان خوفاً على سلامتهم، أعدّوا أنفسهم للسفر، لكن قبل يوم من موعد المغادرة، أُلقي القبض عليهم واقتيدوا إلى جهة مجهولة.
سبل التواصل وغياب الدعم الرسمي
وبالرغم من محاولات العائلات المستمرة للتواصل مع وزارة الخارجية المصرية، والصليب الأحمر، وبعض الجهات الرسمية في البلدين، إلا أن كل تلك الجهود باءت بالفشل، ولم يتم تحقيق أي تقدم يذكر في هذا الشأن.
العائلات، التي تعاني من قلق دائم، تؤكد أنها لم تتلقَ سوى تطمينات شفهية من وسطاء سودانيين تفيد بإدراج أسماء المحتجزين في قوائم الأشخاص المتوقع الإفراج عنهم، لكن بدون تفاصيل ملموسة.
مستقبل مجهول
تعيش العائلات على أمل الإفراج عن أبنائها قريباً، لكن الغموض الذي يحيط بالوضع يثير قلقهم ويزيد من معاناتهم.
ورغم الصبر الطويل على مدار العام الماضي، إلا أن الأسر تناشد الجهات المعنية في مصر والسودان للتدخل العاجل ووضع حدٍ لمعاناة أبنائهم الذين احتجزوا ظلماً، بحسب تعبيرهم، وتنتظر أي خطوة عملية تعيد إليهم الأمل في لمّ شملهم قريباً.