بدأت الأصوات تتعالى في الأوساط الأوروبية ضد الدعم الإماراتي للحرب الأهلية السودانية، حيث يتزايد التركيز على علاقة أبوظبي بدعم قوات الدعم السريع التي ارتكبت جرائم مروعة في مناطق عديدة بالسودان. 

ولقد اتسعت رقعة الاحتجاجات لتطال استثمارات الإمارات، بما في ذلك رعايتها لنادي أرسنال الإنجليزي لكرة القدم.
فقد حث ناشطون بريطانيون نادي أرسنال على إنهاء شراكته مع طيران الإمارات، وذلك بسبب تورط أبوظبي في تأجيج الأزمة الإنسانية بالسودان عبر دعمها لقوات الدعم السريع.

,طبقا لما أورده المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط، شهدت مباراة أرسنال وليفربول احتجاجات أمام ملعب الإمارات في لندن، حيث تجمع متظاهرون من منظمتي “لندن من أجل السودان” و”العمل من أجل السودان”، رافعين شعارات تندد بالدعم الإماراتي المزعوم لقوات الدعم السريع. 

كذلك يؤكد النشطاء أن استمرار شراكة أرسنال مع طيران الإمارات يعني ضمناً ارتباط النادي بهذه الفظائع، ويصفون ذلك بأنه “تبييض لصورة الإمارات باستخدام الرياضة”.
 

تصاعد العنف ودور الإمارات في تأجيج الأزمة
   يشار إلى أنه في ظل تفاقم الأزمة السودانية، تشهد ولاية الجزيرة تصاعداً مخيفاً في أعمال العنف، خاصة بعد انشقاق عدد من قوات الدعم السريع وانضمامهم للقوات المسلحة السودانية.
وقد كشف بيان مشترك صادر عن منظمتين حقوقيتين أن خلال يومين فقط، قُتل أكثر من 500 رجل في قرية واحدة، وتعرضت ما لا يقل عن 37 امرأة للاغتصاب حول رفاعة.
كما يشير البيان إلى تقارير مفزعة عن انتحار 130 امرأة سودانية لتفادي عنف قوات الدعم السريع.

وترى الجهات الحقوقية أن الإمارات، المالكة لطيران الإمارات، تستفيد من هذا العنف عبر تأمين الوصول إلى الموارد السودانية، وخاصةً الزراعية والمعدنية. 

ووفقاً للمحللين، فإن هذا الدعم العسكري لقوات الدعم السريع يعكس رغبة أبوظبي في تحقيق نفوذ سياسي واقتصادي في السودان، مستغلةً الوضع المتردي لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب استقرار البلاد وحقوق شعبه.
 

مطالبات بإنهاء الشراكات وتقديم الإمارات للمساءلة
   ومع تزايد وتيرة الأحداث، يطالب المتظاهرون والمحتجون نادي أرسنال بإنهاء علاقته مع طيران الإمارات وشددوا على ضرورة أن يتحمل النادي الإنجليزي مسؤوليته تجاه السودان، داعين الجمهور إلى دعم دعوات إنهاء الرعاية الإماراتية، من خلال التوقيع على العرائض والدعوة للمساءلة.

كما تأتي هذه المطالبات في ظل تحذيرات سكان ولاية الجزيرة من انتقام قوات الدعم السريع، ما يزيد من احتمالات تصعيد العنف في السودان.

,في أبريل الماضي، وفي اجتماع لمجلس الأمن الدولي، وجه السودان عبر ممثله الدائم الحارث إدريس محمد اتهامات مباشرة للإمارات بالتورط في الحرب السودانية، مشيرًا إلى دورها في دعم قوات الدعم السريع. 

ورغم أن أبوظبي نفت تلك الاتهامات، ووصفت الأدلة بأنها “لا أساس لها من الصحة”، إلا أن الشكوك حول تورطها تعززت مع تقديمها مبلغ 70 مليون دولار لوكالات الأمم المتحدة لدعم السودان، مما فسره مراقبون بأنه محاولة للتغطية على دورها المزعوم في الصراع.

   الخلاصة أن الإمارات، من خلال دعمها العسكري والاقتصادي لقوات الدعم السريع، تتجه نحو تعزيز سيطرتها على الموارد السودانية، خاصةً في ظل الوضع الأمني المتأزم. 

فيما يعد هذا التورط نموذجاً للسياسات الخارجية الإماراتية في المنطقة، حيث تسعى أبوظبي لتعزيز نفوذها الخارجي باستخدام الدعم العسكري والاقتصادي، متجاهلة التبعات الإنسانية الكارثية التي تتسبب فيها سياساتها.