بعد تدمير البشر ، والزراعات والصناعة  والصحة المصرية، عبر سياسات الغشم العسكري، جاء الدور على التاريخ والحضارة المصرية، بتدميرها وازاحته من الضمير الانساني والتاريخ البشري، من اجل مساحات من الاراضي، يستهدف النظام استغلالها في بناء وشق الطرق الى عاصمة السيسي التي يعششعشبها الخراب، بازالة مقابر تاريخية مر عليها قرون من الزمن، لتحويلهالمقاهي ومحلات تجارية اسقفل الكطباري والمحاور المرورية التي يبنيها السيسي..

ما أن يصدر عن الحكومة المصرية بيان تُبشّر فيه بتطوير أو ترميم إحدى المناطق حتى يدبّ الخوف في نفوس المصريين بشكل عام والمهتمّين بالتراث بشكل خاص، فالمصطلحان صارا مرادفين لعمليات التدمير والهدم التي طالت مقابر ومساجد تاريخية، والتشويه المتعمّد لمباني أثرية بوسط القاهرة، مما غيّر من ملامحها وطمس هويتها التراثية، بحسب رؤية أثريين متخصّصين.

ووفق تقرير اخبارية، فقد كشف عدد من الخبراء وشهود العيان، أنه على مدار الخمسة ايام الماضية، قامت السلطات بإزالة عدد من المقابر التراثية في منطقة الإمام الشافعي، تمهيدًا لإنشاء المحور المروري الذي يربط منطقة وسط البلد بالطريق الدائري، وسط تشديدات أمنية تمنع التصوير في المنطقة.

 

عصابات الاثار

واشتكي أصحاب مقابر أثرية من رفض الأجهزة التنفيذية بمحافظة القاهرة اعطائهم التراكيب التراثية التي تخص مقبرة أجدادهم، بعدما نقلوا منها الرفات تمهيدًا لهدم المقبرة، بحجة الاحتفاظ بالتراكيب «عهدة»، بدعوى نقلها إلى «مقبرة العظماء» عند إنشائها.

وفق مخاوف من اصحاب المقابر ، بهدم وتدمير القطع التراثية التاريخية، التي لا تقدر بثمن..كما حدث سابقًا، في ظل عدم تفكيكها ونقلها على أيدي المتخصصين.

كانت محافظة القاهرة أصدرت، في أبريل الماضي، قرارًا بوقف الدفن في مقابر المنطقة، مع نقل الرفات إلى العاشر من رمضان، وذلك تمهيدًا لاستكمال أعمال الإزالة في المربع الذي يضم 37 مقبرة تراثية، منها عشر مقابر تم حذفها من قوائم التراث المعماري المتميز، تمهيدًا لإزالتها، بحسب خطاب رسمي من وزارة الإسكان، بتاريخ 16 سبتمبر الماضي

ومن المقابر التراثية التي أزيلت خلال الأيام الماضية، حوش عائلة العظم، وحوش الفريق قاسم محمد، وحوش أسرة سوزان مبارك (عائلة ثابت)، وحوش عائلة ذو الفقار الحكيم. كما تم إزالة تركيبات مقابر وأحواش أخرى، أو نقل الرفات من بعضها، تمهيدًا لهدمها، منها مقبرة محمود سامي البارودي، وأحواش: الفريق إسماعيل سليم، والسردار راتب، ومحمود الفلكي.

وتتعاظم المخاوف من نهب القطع التراثية التاريخية، وفق ما ذهب اليه احد الباحثين، في تصريحات صحفية، مشددا على أنه "مع منع التصوير فيها، أصبحت المنطقة مستباحة منذ أغسطس الماضي، للصوص التحف وتجار الأنتيكات وغيرهم، الذين قاموا بمساعدة بعض التُربية بالاستيلاء على عدد من الأبواب الخشبية، والتركيبات الأثرية، ولوحات الخط العربي، ومقتنيات المقابر، التي تضم تحفًا نادرة."..

يشيار إلى أنه، منذ انقلاب السيسي، فقد سعى للاستيلاء على اكبر مساحات من أراضي وعقارات مصر، وصولا إلأى المقابر والجبانات لتاريخية، في القتهرة والاسكندرية، وبجوار مناطق الأهرامات بالجيزة،   وتسويق تلك المساحات لمستثمري اجانب، بدعوى الاستثمار والتطوير السياحي.

ووفق تقديرات، فإن أثريين يتحدثون عن تغيير ملامح المسجد وطمس هويته التاريخية، فما بين نقل مقصورته الرئيسية لمسجد سيدي ابن عطا الله السكندري وإزالة اسم السيدة نفسية من على المقصورة الجديدة، إلى تغيير ألوان الجدران والإضاءات والتي مثّلت الطابع الروحاني للمسجد، تنوّعت الانتقادات التي كالها معماريون وباحثون في التراث الإسلامي للتجديدات التي كشف عنها النقاب.

وتبقى مصر معرضة للخراب وطمس الهوية والتاريخ في ظل حكم السيسي..