يتوافق 3 مارس مع اليوم العالمي للعمل من أجل فلسطين والذي شهد تضامنا عبر منصات التواصل الاجتماعي بالتوازي مع الهبة العالمية التي تتوقف في أمريكا ودول أوروبا ودول أخرى مع القضية الفلسطينية والتي أراد به منظمو هذا اليوم تحويل التضامن إلى العمل من أجل "فلسطين حرة"

 

وحث الناشطون مسلمي العالم أن يكونوا في صدارة المتضامنين مع فلسطين، والزود عن المسجد الٌصىة الذي يتعرض لحة تهويد غير مسبوقة يحتمل أن يؤثر على شهر رمضان المبارك والصلاة في الأقصى، واشتكى آخرون من غياب ملامح التضامن أو العمل من أجل فلسطين عربيا بخلاف اليمن وبعض الفعاليات في المغرب ولبنان وحظرت حكومة الكويت اعتصاما كان مقررا للتضامن فلسطين وسط تحذيرات من انسياق خارج دائرة التضامن مع فلسطين.

 

حساب منال @Manal67593288 قال: "أين لحمة التضامن فيما يجري في غزة؟ لا دول الخليج ولا العرب مهتمين لقضية الصحراء. ومن لم ينصر فلسطين وهي قضية خالصة عادلة مقدسة فلن ينصره في بقعة صغيرة.".

 


وأضاف حساب @fitnfuII، "دخلنا شهر مارس. ٦ أشهر مرّوا على إبادتنا المستمرة والمتلفزة لجمهور مُجرَّد من جميع أشكال التعاطف أو التضامن. جمهور هزيل ومنافق، مُحِب لمعالم فلسطين وزيت وزعترها وصور بلدتها القديمة. جمهور استخدم فلسطين لرسوماته ولوحاته وزينة بيته، حَرَم أهل غزة من كل شيء إلا مقتلهم.
 


الناشطة آية حجازي عبر حساب @ItsAyaHijazi، أشارت إلى حوار ضمن جلسة تضامن مع فلسطين وكتبت، "كنت في قاعدة عاملينها أمريكان للتضامن مع فلسطين.. كان في واحد قاعد بيعيط على غزة، وبيحكي عن رحلته للكيان، وعن معاملة الفلسطينين هناك.".

 

وأضافت ".. قال لواحد من هناك: "شوفوا انتوا بتعاملوا الفلسطيين ازاي". .. قال له: "آه العرب دول" (بكل ازدراء). شوفوا بيتعاملوا في دولهم ازاي"! ".


وعلقت "ما كدبش! حقيقي بنتعامل من دولنا ازاي، وبنعامل بعض ازاي.. مش هقول عشان احنا وحشين. جزء كبير منه الاستعمار الداخلي والخارجي. الآليات الي المستعمرين عرفوا يقللوا فيها من قيمتنا. وانه ده بقى متأصل من جوانا (انه احنا أقل)".

 

وأردفت، "..بس في كمان مشكلة أعمق. السبب اللي خلانا يتم استعمارنا من الأصل، وإنه ما نعرفش نتخلص منه بشكل كامل. هي إيه قيمنا بجد؟ وليه فعلا بقينا أقل في كل حاجة؟ .. أنا بكتب ده، عشان دلوقتي كمان طالعة نزعة القومية، ومصر (او اي بلد) فوق الجميع. وفلسطين- سواء متعاطفين معاها او لا- مشكلة جانبية مش أساسية". 

 

وأوضحت أن ".. الحقيقة إنه فلسطين والعرب واحد.وحتى لو احنا ما شفناش ده، العالم شايف ده. . عارف ثمن العربي ايه. فبيعمل فيه اللي هو عايزه.. اسمه فلسطيني ولا مصري ولا سوداني ".

 

العمل من أجل القضية


الكاتب أحمد عطاونة قال إن طوفان الأقصى وفرت فرصة تاريخية، للقوى الفلسطينية الحزبية والشعبية، وكذلك للنشطاء، لمواجهة المشروع الصهيوني وتعزيز حضور القضية الفلسطينية وحشد الدعم والتأييد لها على صُعد عدة.


وأضاف أن البعد ألأول تمثل في؛ إعادة الاعتبار للبعد العالمي للقضية الفلسطينية، بوصفها قضية تحرر وعدالة وتقرير مصير لشعب عانى من الاحتلال منذ ما يزيد على المئة عام، خاصة بعد التراجع الكبير في حضور القضية الفلسطينية وتبنّيها من قبل العديد من دول وشعوب العالم خلال العقود الماضية، نتيجة لسياسات عديدة -ومن أكثر من طرف- حاولت حشر القضية الفلسطينية في سياقها الفلسطيني فقط، وتجريدها من بُعدها العربي والإسلامي، ناهيك عن العالمي.


وتابع أن "حجمَ التأييد الشعبي والتحولات في الرأي العام العالمي -الذي ترتّب على هذه الحرب، سواء لاعتبارات الدعم والدفاع عن القيم الإنسانية والعالمية كالحرية والعدالة، أو لرفض ومواجهة الظلم والإجرام والفاشية والإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال بحقّ الفلسطينيين- كبيرٌ وعميقٌ إلى حد يمكن معه القول إن القضية الفلسطينية أصبحت اليوم هي قضية رأي عام دولي، وقضية دول وشعوب كثيرة على مستوى العالم، لا تنتمي للعالم العربي والإسلامي، بل إن بعضها أصبح بحكم الموقف والممارسة هو أقرب للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية من أي دولة عربية".

 

ومن جانب مقابل، أشار إلى  أن العمل من أجلس فلسطين، "لم يعد الأمر مقتصرًا فقط على عدالة القضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين، كما غيرهم من شعوب العالم، في الحرية والاستقلال وتقرير المصير، بل إن تقدير هذه الدول -وبالذات الصديقة والحليفة لـ "إسرائيل"- أن الطريق الوحيد لضمان الاستقرار والأمن في المنطقة مرتبطٌ بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وأن كل محاولات تجاوز الفلسطيني وقضيته لم ولن تنجح".


وربط بين ذلك وتحركات جنوب أفريقيا وشعبها الذين هم اليوم "أقرب إلى فلسطين وأعمق صلة من دول كثيرة مجاورة لها جغرافيًا وتربطها بها روابط تاريخية ودينية وقومية. وكذلك العديد من شعوب ودول العالم، هم أكثر التصاقًا وتفاعلًا مع معاناة الشعب الفلسطيني وحقوقه من كثير من الشعوب في المنطقة.".