قبل 10 سنوات كانت مصر على موعد مع حدث فريد أثار السخرية على مصر في أنحاء العالم، كان بطله الجهاز الذي يعالج الإيدز وفيروس سي بأصابع الكفتة!

الأزمة لم تكن في الجهاز أو مخترعه، اللواء عبد العاطي، فقط؛ بل كان الجهة التي تبنت المشروع وأعلنت عنه رسميا بحضور رئيس الجمهورية "المغتصب" عدلي منصور، ووزير الدفاع بحكومة الانقلاب عبد الفتاح السيسي وباقي أعضاء الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية.

وبالطبع اكتشف الجميع أن الجهاز وهم وأن الإعلان عنه كان "اشتغالة" لإقناع المصريين بأن هناك مشروعات واعدة يقوم عليها الجيش سوف تغير مسار الطب والعلم في العالم!

ففي السبت 22 فبراير عقدت القوات المسلحة المصرية مؤتمرا صحفيا بحضور عدلي منصور وعبد الفتاح السيسي للإعلان على العالم أن علماء الجيش المصري توصلوا إلى اختراع جهاز يدعى "كومبليت كيورينج ديفايس" (جهاز العلاج الكامل) أو "سي سي دي" وهو اختراع يساعد في العلاج الشامل لكل من فيروسي "الإيدز" و"سي الكبدي الوبائي".

 

وإثر انتهاء المؤتمر الصحفي أصبح هذا الإعلان مثار سخرية الشبكات الاجتماعية "فيس بوك" و"تويتر" ومحط سخرية العديد من العلماء والمثقفين المصريين في الداخل والخارج وحتى الصحافة العالمية سخرت من الموضوع.

 

وكانت أول ردود الفعل قادمة من المستشار العلمي للرئيس المغتصب، عصام حجي، الذي قدم استقالته مؤكدا أن الجهاز الذي تم الإعلان عنه "غير مقنع وليس له أي أساس علمي واضح من واقع العرض التوضيحي للجهاز، إضافة إلى أن البحث الخاص بالابتكار لم ينشر في أي دوريات علمية مرموقة".

 

زفة التأييد كانت واسعة بالطبع، لدرجة أن مؤيدي الانقلاب هددوا بأنه سيتم حرمان من هاجموا الجهاز من العلاج به! وعلق النائب السابق في البرلمان محمد أبو حامد على تصريحات د. عصام حجي قائلا إن هذه التصريحات "تثير اشمئزاز الشعب و تعبر عن سوء نية متعمدة".

 

كما نشر المطرب والملحن عمرو مصطفى على "فيس بوك" تعليقا يتهم فيه الولايات المتحدة وحلفاءها بمحاولة تشويه الإنجاز العلمي المصري الذي سيسحب البساط من تحت أقدام التكنولوجيا الأمريكية ويتهم غير المصدقين بأنهم عملاء لأمريكا وإسرائيل (طابور خامس)!