قال خبراء عسكريون وإعلاميون إن المقاومة عدلت تكتيكاتها بالفعل من واقع الحرب في غزة، بعد أن بسطوا إياديهم بالسوء والدماء، فكان اليوم الأول لذلك الاثنين 22 يناير والذي اعتبر فيه جيش العدو أن الأكثر قسوة منذ 108 أيام هي عمر العدوان على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.


القناة 12 العبرية وصفت ذلك بالكارثة : "نحن امام كارثة كبيرة .. عدد القتلى يتجاوز 50 قتيل من قوات الجيش في معارك الأمس في قطاع غزة".
 

وقالت إذاعة جيش العدو: "العدد المعلن غير نهائي واستمرار إبلاغ عائلات الجنود". مضيفة أن عدد الاصابات في صفوف جنود الاحتلال الصهيوني تجاوز منذ أمس و حتى الساعة ١٠ صباح هذا اليوم الثلاثاء ١١٢ بين قتيل وجريح وقد يزيد العدد عن هذا الرقم بعد سحب جميع الجثث تحت الركام.


ونقل ناشطون مقاطع فيديو للجنود الذين قتلوا بسيف المقاومة وهم أفراد الكتيبة 8208 التي مارست أخر طقوسها الدينية في موقع كيسوفيم في الليلة  الأخيرة قبل وقع المجزرة..



تفاصيل الحدث من عدد كبير من النشطاء ومقربون من خط المقاومة، أن مقاتلو الاحتياط من اللواء 261 واللواء الأول احتياط، الذين يقومون بمهام أمنية في منطقة السياج جنوب قطاع غزة، توجهوا صباح الاثنين 22 يناير في مهمة لتفجير المباني في المنطقة العازلة بالقرب من السياج. 
 

ولدى دخول المقاتلين على مسافة حوالي 600 متر من السياج في منطقة مخيم المغازي للاجئين، طُلب منهم تدمير 10 مباني باستخدام الألغام بالتعاون مع الفرق الهندسية وبعد تلغيمهم المبان المشار إليها؛ أطلقت المقاومة قذيفتين من نوع آر بي جي - الأولى على دبابة، مما أدى إلى إصابة جنديين ثم أطلقت المقاومة قذيفة (آر بي جي) ثانية على أحد المباني التي كانت تحتوي بالفعل على أجهزة تدمير جاهزة للتفجير فأنهار كلا المبنيين، وتحول المكان إلى موقع دمار شامل، وبدأت القوات عمليات الإنقاذ، وتم إرسال العديد من القوات إلى مكان الحادث لبدء وإنقاذ الجنود من تحت الأنقاض.


وأشارت إلى أنه في الساعات الأولى، كان هناك أيضًا أشخاص مفقودين ولم يتم العثور عليهم بين الأنقاض، حيث استمرت عمليات الإنقاذ لساعات طويلة جدًا حتى الليل.


الصهاينة بعد تسبب قذيفة المقاومة في تدمير 12 منزل مفخخ من قواته تمهيداً لتفجيرها، أدت الي تفجير كافة المنازل المفخخة وبداخلها الجنود حتى من كان بجانبها، ووصفوا الحدث بالخطير بل والأخطر منذ بداية العدوان.


وهذا ما أفصح عنه إعلام العدو حيث تسربت العملية إلى الأعلام العبري فقالت مراسلة الجزيرة من تل أبيب: الحدث الأمني في خانيونس جنوب قطاع غزة ضخم جدآ وأعلن الرئيس الصهيوني يتسحاق هرتزوج أن "هذا الصباح هو صباح حزين وقاسي"، وشاركه في ذلك بن غفير وسمح للمتحدث باسم جيش الاحتلال أن يقول: "مهمتنا تسير وفق ظروف أمنية قاسية وما حصل أمس عبارة عن كارثة حقيقية".
 

ويضيف "المتحدث باسم جيش الاحتلال هجاري: "المعارك في خان يونس قاسية جدا وندفع ثمن كبير هناك".


الخلاصة بحسب المستشار العسكري الكويتي ناصر الدويلة أن العدو فقد "وفق لمصادر مطلعة و خاصة أكثر من ١١٢ ضابط و جندي في خان يونس منذ البارحه و حتى صباح اليوم و من المتوقع ان يعلن العدو عن هذه الكارثه بالتقسيط لكن الاكيد انه لا يزال يحاول انقاذ جنودة تحت الانقاض و القسام تقتنص اي وحدة تقترب من الجثث المردومه و الامور قد تكون أكبر مما هو معروف حتى الان و انتظروا المفاجآت".

 

أما المحلل العسكري والاستراتيجي اللواء فايز الدويري فيقول عبر (اكس): "يوم يسجل في تاريخ المقاومة، ٢٤ قتيل، هذا ما إعترف به جيش الاحتلال ، والمخفي  أعظم، المقاومة  تعيد الكرامة العربية، وتخط بحروف من ذهب، بدء مسار التحرير وإن طال الطريق وكثرة التحديات".


أما الإعلامي أحمد منصور المذيع بقناة الجزيرة فكتب عبر @amansouraja، "أحد أسباب إطالة المعركة كما قال رئيس وزراء اسرائيل ووزير دفاعها ورئيس أركانها مرات عديدة هو أن حماس محاصرة ولا يأتيها مدد من أي مكان،من ثم سوف تنفذ ذخيرتها و يدمر سلاحها مع طول المعركة فتنهزم او تستسلم..".


واستدرك "أما اسرائيل فإن المدد لا يتوقف عنها وبأحدث الأسلحة من كل مكان،ولذلك فإن طول المعركة سيؤدي لانتصار اسرائيل هكذا يزعمون ويتوهمون،ولكن العكس يحدث فطول المعركة يزيد خسائر اسرائيل،وانهيار جيشها وجنودها،و لا يدري احد من اين يأتي المدد والعزم والقوة والصبر والنصر لجنود المقاومة المحاصرين؟".