أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن "إعلان الإدارة الأمريكية أن العملية العسكرية "الإسرائيلية" في رفح جنوبي قطاع غز.ة "محدودة" تضليل واستخفاف بحياة المدنيين في ظل قتلهم وتجويعهم وتهجيرهم".

وقال بيان صادر الجمعة عن "المرصد": "المدنيون الفلسطينيون يدفعون ثمنًا باهظًا للهجوم العسكري "الإسرائيلي" على رفح الذي يتواصل لليوم الرابع على التوالي وسط دعم أمريكي وصمت عالمي بزعم أنه هجوم محدود".

واتهم المرصد الحقوقي الرئيس الأمريكي "جو بايدن" وإدارته بممارسة عملية تضليل للرأي العام العالمي، بالترويج أن عملية رفح محدودة وأن هناك خطوط حمراء أمام "إسرائيل"، وأن معبر "كرم أبو سالم" مفتوح أمام حركة الإمدادات الإنسانية.


أرض الواقع

وعما يجري على أرض الواقع قال "الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" إنه "واقع استباح بالقصف الجوي والمدفعي كل أحياء رفح ومبانيها، كما أن معبري "رفح" و"كرم أبو سالم" مغلقان بالكامل وحركة إمدادات المساعدات متوقفة".


وفي ضوء التحذيرات، اعتبر المرصد الحقوقي أن "عدم إدخال إمدادات الوقود ونفاده من المخازن سيؤدي إلى توقف الجهود الإنسانية في غزة خلال أيام، وستكون له تداعيات خطيرة على عمل المستشفيات وخدمات الإسعاف والإنقاذ التي تعمل بالأساس بشكل جزئي".


شهداء رفح

وأشار البيان إلى توثيق "المرصد الحقوقي"، "ارتفاع حصيلة الهجوم الإسرائيلي على رفح منذ بداية الشهر الجاري إلى 97 شهيدًا، من بينهم 35 طفلًا و17 امرأة، غالبيتهم منذ بدء التوغل البري واحتلاال معبر رفح الحدودي مع مصر في 7 من شهر مايو الجاري".


وأوضح أن "الحصيلة المذكورة هي للضحايا الذين وصلوا المستشفيات، فيما تتوارد معطيات عن سقوط ضحايا آخرين يتعذر انتشالهم من مناطق التوغل أو من تحت أنقاض المنازل التي دمرتها الغارات "الإسرائيلية" في ظل استهداف نحو 190 وحدة سكنية، العديد منها دُمرت فوق رؤوس ساكنيها".


وبينت أن "غالبية الشهداء الذين وثقهم فريقنا الميداني سقطوا في وسط وغربي رفح، فيما يتعذر الحصول على معلومات كافية حول ما يجري شرقي رفح، ما يدلل على أن ما تعلنه الإدارة الأمريكية بأن العملية "الإسرائيلية" في المدينة محدودة مجرد تضليل".


وقالت إن "جيش الاحتلاال "الإسرائيلي" يستخدم القصف المدفعي العشوائي للأحياء المأهولة بالسكان في غربي ووسط رفح لإجبار السكان على إخلائها، حيث تم تهجير نحو 200 ألف نسمة منهم حتى الآن باتجاه غربي المدينة ومدينتي خانيونس ودير البلح المجاورتين".


وتابع "البيان": " خلال عملية النزوح يُترك النازحون بلا مأوى ووسط واقع مدمر بلا خدمات، خاصة في خانيونس التي شهدت أطرافها الشرقية توافدًا كبيرًا للنازحين، ليجدوا أنفسهم صباح الجمعة في دائرة الاستهداف "الإسرائيلي" ما أدى إلى استشهاد 8 مدنيين على الأقل من عائلة "قديح".


تداعيات إغلاق المعابر

وعن التداعيات الإنسانية لإغلاق معبري "رفح" و"كرم أبو سالم" أضاف المرصد "الأورومتوسطي" أن "منع إدخال شاحنات المساعدات لليوم الخامس بدأت تظهر آثاره سريعًا في ظل توقف عمل العدد المحدود من المخابز وتوقف ضخ المياه في أغلب أحياء رفح فيما البضائع القليلة التي كانت متوفرة في الأسواق تنفد مع ارتفاع هائل في أسعارها".