قال تقرير لوكالة بلومبرج الأمريكية إن أحد السبل للخروج من معضلة تهجير أهل غزة إلى سيناء هو دور سعودي شريك لمصر في قيادة القضية الفلسطينية مقابل الدعم الاقتصادي، وفقاً لخبراء استراتيجيين.

وأضاف التقرير أن الحكومة السعودية، التي تدرك مستوى الغضب تجاه "إسرائيل"، قد ترحب بمثل هذه المبادرة لتعزيز دور البلاد الإقليمي.

ونقلت بلومبرج عن ريكاردو فابياني، مدير قسم شمال إفريقيا بمجموعة الأزمات الدولية قوله إن الوضع المتقلب قد يوفر لمصر فرصاً أخرى للقيام بدور وساطة يمكن أن تُكافأ عليه.

وأضاف أن مصر ستحاول في الوقت الحالي القيام بدور بناء "على أمل اعتراف شركائها الدوليين والإقليميين بمساهمتها، وربما مكافأتها اقتصادياً".

الحوافز الاقتصادية
ولخبرتهم السابقة في قضية تيران وصنافير أو الحكم العسكري بعهد مبارك وقت الحرب الأمريكية الأوروبية على العراق نقلت بلومبرج أيضا عن مديرة برنامج مصر في "معهد الشرق الأوسط" ومقره واشنطن ميريت مبروك إشارتها إلى أن "إسرائيل والولايات المتحدة كانتا تأملان في أن تقبل مصر بحوافز اقتصادية، في الوقت الذي تعاني فيه من أزمة على الصعيد الاقتصادي- للسماح لسكان غزة بالدخول إلى مصر".

إلا أن "مبروك" رأت أن عدم تأييد الخروج عن سياسة عدم السماح بتهجير الفلسطينيين القائمة منذ عقود ترتبط أيضا بتزامن عرض الحوافز مع "انتخابات الرئاسة" مشيرة إلى أن الحوافز قد ينتهي بها الأمر لأن تصبح عبئاً سياسياً، خصوصاً في عام الانتخابات".

وأشارت بلومبرج إلى أن العديد من الاقتصاديين والمصرفيين والمستثمرين يرجحون حصول مصر على بعض الدعم الاقتصادي، بغض النظر عن موقفها بشأن قضية اللاجئين، وأن الأزمة الاقتصادية والدور المحوري الإقليمي الذي تلعبه مصر، وهو ما عزز بالتالي فكرة أنها "أكبر من أن تفشل".

ضغوط متوقعة

"فابياني"، أمام تصريحات "مبروك" توفع أن يمارس المساهمون الرئيسيون في صندوق "النقد الدولي" في الولايات المتحدة وأوروبا، ضغوطاً على الصندوق، ومقره في واشنطن، لتخفيف متطلباته والمضي قدماً في البرنامج رغم بطء وتيرة الإصلاحات في القاهرة.

وأضاف عضو الأزمات الدولية أن هذا الوضع يضع أمام الولايات المتحدة وأوروبا ضرورة أن تضمن بقاء القاهرة شريكاً مستقراً وموثوقاً في المنطقة.. يستحق الدعم الخارجي.


وأشارت الوكالة الأمريكية للأخبار إلى أن التركيز الدولي، بمؤتمر "قمة السلام" في القاهرة، بحضور زعماء من الشرق الأوسط وأوروبا، بمثابة عودة مصر إلى دورها التقليدي الذي برز في كل نقاش حول سياسات القوة في كل أنحاء المنطقة، خلال النصف الأخير من القرن العشرين.

واستعرض التقرير سياسة "الجزرة" حيث أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن مكالمة هاتفية مع السيسي للتأكيد على "الشراكة الاستراتيجية الدائمة" بين البلدين وأشاد المستشار الألماني أولاف شولتس الذي زار القاهرة بوحدة الجهود الألمانية المصرية في العمل على منع "نشوب حريق هائل" في الشرق الأوسط، أو بعبارة أخرى لعدم اتساع رقعة الصراع بين إسرائيل وحماس، والتقى الرئيس الصيني شي جين بينغ برئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في بكين.

عواقب محلية ضخمة

واتفق المدير التنفيذي لـ"معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" روبرت ساتلوف، مع "مبروك" من أن الحرب "تسلط الضوء على الدور المهم الذي لعبته مصر دائماً فيما يتعلق بالأمن في غزة وما حولها"، وأنه "رغم أن مصر يمكن أن تستوعب عدداً معيناً من الناس، فإن العواقب السياسية المحلية ستكون "ضخمة".

وأضاف أن "القيادة السياسية تعتبر هذا خطاً أحمر ينبغي عدم تجاوزه، وتفضل مواجهة الأزمة المالية المتفاقمة بدلاً من قبول عدد كبير من اللاجئين".