تهكمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية على الجيش الصهيوني، الذي انهار وسقط سريعًا أمام مقاتلي القسام، وسألتهم ماذا ستفعلون إذا ما تعطلت أجهزة الإنذار، أو وصل مئات من كتائب القسام خلال دقائق إلى الكيبوتس؟

ووصفت الصحيفة التكنولوجيا التي يعتمد عليها الجيش في حماية حدود الكيان بأنها "وهم"، وأنها لم تمنع مقاتلي كتائب القسام من اجتياز غلاف غزة، واحتلال نحو 20 مستوطنة ونقطة استيطانية و11 موقعًا عسكريًا، بما في ذلك مقر قيادة “فرقة غزة” التي تتبع جيش الاحتلال وقتل وأسر أعداد كبيرة منها، ومداهمة مركز سري للمخابرات الصهيونية في السابع من أكتوبر الحالي.

وقالت الصحيفة، وفق ترجمة وكالة "صفا"، إن جيش الاحتلال استخدم أكثر التكنولوجيا تطورًا في العالم على الجدار العازل الجديد الذي شيّده على الحدود مع قطاع غزة، وأنفق مليارات الشواكل في سبيل ذلك، إذ تم تزويد الجدار بالمجسات وكاميرات المراقبة الذكية ونقاط إطلاق النار الذاتية ومنظومة تنصت متطورة.

ورأت الصحيفة أن كل هذا التطور والتكنولوجيا انهارت على يد قوات استخدمت وسائل وأسلحة بسيطة.

وأضافت الصحيفة "أسقطت حماس جدار الهايتك التكنولوجي والأكثر تقدمًا في العالم في لحظة، عبر وسائل بدائية منذ الحرب العالمية الأولى، عدا وسيلة واحدة هي الطائرات المسيرة التي بالإمكان شراؤها من أي محل، إذ تم استخدام 35 طائرة كهذه في ضربة الافتتاح بما في ذلك طائرات انتحارية هاجمت نقاط إطلاق النار وأبطلت مفعولها".

وذكرت الصحيفة أن القاعدة العسكرية التي اعتمدت عليها حماس، جرى تطبيقها في القرن الثامن عشر على يد "كارل فون كلاوزوفيتش"، الذي بنى نظرية قتال تنص على أن من يتمكن من تجميع قوات سريعة وكافية في نقطة معينة عبر هجوم مفاجئ بإمكانه إفقاد الخصم توازنه.

فيما نقلت عن أحد كبار ضباط الجيش السابقين ويدعى "البروفيسور اسحق بن يسرائيل" قوله: "حذّرتُ الجيش من الاعتماد الزائد على هذه التكنولوجيا لأن لها نقاط ضعف، فكيف سترى غرف المراقبة إذا ما قنصوا الكاميرات".

وأضاف "بن يسرائيل"، الذي يعمل اليوم مسئولًا للدراسات الأمنية ومسئول مركز السايبر في جامعة تل أبيب "لا يمكن الاعتماد على أن حلول المختبرات ستنطبق على الميدان، ليس بالضرورة أن تنجح التجربة التي جرّبت في المختبر في ساحة القتال؛ فالتكنولوجيا المتطورة مركزية ومحددة وقابلة للتعرض للضرر عبر إيقاع الضرر بنقطة معينة، وسيكون له بالغ الأثر على الكثير من القدرات".

وتابع "الاعتماد على التكنولوجيا بشكل مبالغ فيه دون الفهم بأن لذلك نقاط ضعف مثل الدخول عبرها أو تشويشها، يعد خطئًا جسيمًا وكبيرًا جدًا، وعبرت عن قلقي من ذلك قبل عامين، وحذّرت الجهات المختصة من ذلك".

وذكر أن "قادة الجيش والقادة في الميدان ليسوا خبراء تكنولوجيا لأنهم جاءوا من وحدات قتالية، وتستطيع أحيانًا أن ترى حماسًا زائدا للتكنولوجيا، وهذا تعبير بشري، لكن كل من جاء من السلك العسكري يعرف نقاط ضعف هكذا التكنولوجيا".

وقال: "اليوم بدأنا بالتذاكي بعد ما جرى، ولكن عليك أن تسأل الجيش سؤالًا: كيف ستتصرف إذا ما اقتحم مئات المسلحين الجدار خلال دقائق ووصلوا الكيبوتس، فأي تكنولوجيا ستتمكن من إيقافهم؟ أكرر أقوال أخجل من ذكرها وهي بديهية أساسًا".

وأكمل "على كل هيئة عسكرية أن تسأل نفسها سؤالًا وهو ما الذي سيحصل إذا لم أتلق إنذارًا، وإذا ما حصل خلل ما في الأنظمة التي أعتمد عليها اليوم، دائمًا هناك فشل معين ولكن هذه المرة جاء مختلف تمامًا".

فيما قال خبراء أمنيون في الولايات المتحدة لصحيفة "فايرد" التكنولوجية إن: "المشكلة الإسرائيلية تتمثل في أن مشكلة إسرائيل الحالية ليست البحث عن إبرة في كومة قش، بل إيجاد إبرة معينة ستلدغك داخل كومة من الإبر الأخرى".