أكَّد الدكتور محمود حسين - القائم بعمل المرشد العام للإخوان المسلمين - أنَّ تدنيس المقدسات لا يمكن أن يدخل في إطار حرية الرأي، مؤكدًا أنَّ هذا ادعاء باطل؛ لأن أحدًا من هؤلاء لا يقبل أن تُدنس بعض أفكاره الدنيوية، فكيف يقبلون أنْ يُدنس كتاب الله عز وجل؟ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وطالب الدكتور محمود حسين، في افتتاح المؤتمر الافتراضي العالمي لنصرة القرآن الكريم، المسلمين جميعًا بالتمسك بكتاب الله تعالى، والدفاع عنه وإظهار الغضب - بكل الطرق السلمية الممكنة - تجاه ما يرتكبه الحمقى والمجانين الذين يحاولون تدنيس كتاب الله تعالى، مؤكدًا أنَّ محاولاتهم ستبوء بالفشل، وسيظل كتاب الله مقدسًا رغم أنوفهم، وقد ضًا قد رغم أنوفهم.ل المسلمينتكفَّل الله بحفظه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وقال الدكتور محمود حسين: إن القرآن الكريم ليس كتابًا يُقرأ فقط، وإنما هو منهج حياة، يعيش فيها ويستظل بها المسلمون جميعًا، هو هداية للبشرية جمعاء، ورحمة للناس أجمعين وشفاء لما في الصدور والنفوس، ولهذا فإنَّ جماعة الإخوان المسلمين تردد - ومعها كل المسلمين - القرآن دستورنا.
حضر المؤتمر أكثر من 65 شخصية تمثل 25 دولة في العالم بالتعاون مع 17 مؤسسة إعلامية، الثلاثاء 4 يوليو 2023 م.
المقاطعة والرفض ضروريان
وطالب الشيخ رائد صلاح - رئيس الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني 48 - المجتمع الدولي بمحاسبة ومحاكمة السلطات السويدية؛ لسماحها بارتكاب جريمة إحراق القرآن الكريم خاصةً مع تكرار هذه الجريمة من قبل الاحتلال الصهيوني في فلسطين، وأيضا في الهند.
وطالب الشيخ رائد صلاح بمقاطعة البضائع السويدية ، سواء على المستوى الرسمي أو الفردي وذلك في إطار الرد الحازم على السلطات السويدية؛ لتغاضيها وسماحها بتكرار الجريمة النكراء.
ودعا المهندس مراد العضايلة - الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي بالأردن - الحكومات العربية والإسلامية إلى مواقف حازمة، والضغط على الأمم المتحدة؛ لإصدار تشريع يدين الإساءة للأديان والمقدسات، والرموز الإسلامية في العالم، ويُجرِّم ما يسمى الإسلام فوبيا، واتخاذ موقف جماعي بطرد سفراء السويد واستدعاء السفراء العرب، وتفعيل المقاطعة الاقتصادية للمنتجات السويدية، مؤكدًا أنَّ تكرار هذه الجريمة في السويد تعد بمثابة رسالة للمسلمين، بأنها لا تبالي باستنكاراتهم ولا إداناتهم.
حقد دفين
واستنكر الشيخ عبد الخالق الشريف-رئيس أكاديمية الشريف للعلوم الشرعية - الرد الخجول من الاتحاد الأوروبي حيال الجريمة النكراء، مؤكدًا على ضرورة تحرك الاتحاد الأوروبي لوضع قانون لتجريم الإساءة للأديان والمعتقدات، ودعا الأنظمة العربية والإسلامية إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع هذه الدول المعتدية، والمؤيدة والصامتة، كما دعا الشعوب إلى المقاطعة الاقتصادية لمنتاجاتهم .
وقال الشريف - خلال الجلسة الثانية للمؤتمر- إن حرق القرآن الكريم إهانة للإنسانية، ودليل على الفوضى والحقد الدفين العميق، وجهل لا نظير له وحقارة لا مثيل لها.
أما الدكتور محمد علي الصلابي - عضو الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين - فأِشار إلى أن ما يحدث من استفزاز للمسلمين يمكن أن يُفجَّر طاقة إيجابية ويؤدي إلى يقظة الأمة الفكرية، والسياسية، والدعوية، والاقتصادية، والإعلامية، والاجتماعية، والنفسية، والسلوكية.
وقال الدكتور محي الدين غازي - أمين الجماعة الإسلامية بالهند خلال كلمته - إن القرآن الكريم هو المنحة الإلهية العظيمة، وبوابة الأمل الكبيرة والوحيدة في عالم اشتد فيه الظلم، وتَتيه فيه البشرية في ضلال كبير، خاصة بعد أن ساد اليأس بين البشرية، واستُنهض علماء الأمة ودعاتها؛ ليقوموا بدورهم في تعريف البشرية بالقرآن الكريم، من خلال القدوة، وتطبيق أحكامه.
أما الشيخ عبد الحي يوسف - نائب رئيس هيئة علماء السودان - فطالب بضرورة تبيين كتاب الله تعالى للناس أجمعين وشرح أنواره، ودعا علماء الإسلام إلى أن يوضحوا كيف عالج القرآن مشكلات البشرية، وأيضًا عرضه في ترجمة أمينة بشتَّى اللغات.
ولفت الشيخ سامي الساعدي- الأمين العام لمجلس البحوث بدار الافتاء الليبية – إلى أهمية أن يعظم المؤمن كتاب الله تعالى ويتعامل على أنه رسالة إليه من خالقه وربه ومولاه، كما كان السلف الكرام، ولا يقبل بالمساس به.
نظام عالمي لا دين له
وفي كلمته بالمؤتمر أكّد الدكتور طلعت فهمي- المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين - أن الهجمة التي تتأكد يومًا بعد يوم في السويد على مقدسات الإسلام هي نذير شؤم على المجتمع السويدي الذي يتجاوز فيه الملحدون اللادينيين نسبة 50 %، وبلغ المواليد فيه خارج إطار الزواج 55% ، ويؤيد 79 % منه زواج المثليين الشواذ.
وطالب فهمي الدول الغربية التي تسمح بإهانة المقدسات بالكفِّ عن تأييد ودعم الملحدين الجدد الذين يستهدفون الإسلام، مؤكدًا أنَّ هؤلاء لاصلة لهم بحرية الرأي، وما يفعلونه سيكون وبالاً على مجتمعاتهم، في الوقت الذي يتحرك فيه الإسلام إلى الأمام كأسرع ديانات العالم انتشارًا بين الناس فهو دين الفطرة السمحاء.
وشدد فهمي على دور الأمة المسلمة التي لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه فعل الظالمين الذين تسلطوا على أمتنا، ونالوا تأييد ودعم أهل الإستبداد العالمي، مؤكدًا لا مشكلة لدى المسلمين مع الكتب المقدسة المنزلة قبل الإسلام، فنحن نؤمن بصحة صحيحها ، ونعظِّم أنبياءها.
وقال فهمي: إن النظام العالمي الجديد نظام لا دين له، ولا أخلاق لديه، ويحمل في طياته عوامل فنائه، فهم يحملون حملة شعواء على مقدسات الإسلام، وعلى رأسها القرآن الذي أخرج البشرية من ظلمات الجهل والجهالة إلي نور العلم واليقين، وإن تاريخ جامعات الأندلس ومؤلفات علماء المسلمين خير شاهد علي تقدم أمة الإسلام، ونشرها الخير في ربوع العالمين.
ضرورة الغضب
وطالب الحسن بن علي الكتاني - رئيس رابطة علماء المغرب العربي وعضو الأمانة العامة لرابطة علماء المسلمين - بضرورة الانتفاض والغضب لنصرة القرآن الكريم وتعظيمه، وأن يدرسوه ويتقنوه قراءة وتجويدًا وتطبيقًا لأحكامه.
من جانبه أكَّد الدكتور عثمان حسن محمود - رئيس الهيئة العليا للفتوى في جيبوتي سابقًا - ضرورة تفعيل القرآن الكريم كمنهج حياة للأمة الإسلامية - وحثها للرد على العدوان الصارخ الذي قامت به السلطات السويدية بالسماح لمتطرف بحرقه، والاستمساك بالقرآن الكريم وتعلمه والعمل به، وامتلاك القوة؛ لحمايته والدفاع عنه.
وأكَّد الدكتور محمد موفق الغلاييني - عضو مجمع فقهاء الشريعة في أمريكا الشماليّة - في كلمته على عظم وعلوّ القرآن الكريم، مشيرًا إلى أنَّ قدره العظيم ومكانه الرفيع، لا يعرفه إلا من عايشه، وسَبرأغواره، وتعرّف على جواهره.
واعتبر أوكا ستياد أفندي - رئيس قسم الخارجية بمجلس علماء إندونيسيا - أنَّ السماح بحرق القرآن الكريم الذي هو كتاب حوالي ملياري إنسان مسلم، يعكس عدم احترام السلطات السويدية لحقوق الإنسان.
لمشاهدة المؤتمر كاملًا
https://youtube.com/live/o-6P2ZfxtNw