اندلعت مواجهات شديدة بعد ظهر الجمعة (18-12) مع قوات الاحتلال الصهيوني، في أرجاء متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، وشرقي قطاع غزة، نجم عنها شهيدين وإصابات بجروح وحالات اختناق.
فقد استشهد الشاب محمد عبد الرحمن عياد (21عامًا) بعد إصابته بجروح برصاص الاحتلال الصهيوني، على حاجز قلنديا شمال القدس المحتلة، مساءً، بذريعة محاولته تنفيذ عملية فدائية، فيما أصيب جنديين صهيونيين جراء إصابتهما بالحجارة في مواجهات ببلدة عناتا بالقدس.
ومساء الجمعة، أعلنت مصادر محلية عن استشهاد الشاب نشأت عصفور متأثراً بإصابته، عصر اليوم، برصاصة اخترقت صدره، خلال مواجهات في سنجل شمال شرق رام الله.
واستشهد الشاب محمود محمد سعيد الأغا (22 عاماً)، شرقي خان يونس الذي نعته كتائب القسام وقالت إنه أحد أفرادها، وهو شقيق الاستشهادي باسم الأغا، الذي استشهد خلال معركة العصف المأكول.
مواجهات الخليل
وفي الخليل، أصيب ستة مواطنين بأعيرة معدنية، في المواجهات مع قوات الاحتلال على مدخل بيت أمر شمال الخليل، حيث أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي والمعدني والقنابل المسيلة للدموع تجاه المتظاهرين.
كما اعتدت قوات الاحتلال على المواطنين المشاركين في جنازة أحد الموتى في البلدة عقب صلاة الجمعة، بحسب مصادر محلية.
واندلعت مواجهات، في منطقة راس الجورة، بالخليل، رشق خلالها الشبان قوات الاحتلال بالحجارة، فيما بادرت الأخيرة بإطلاق النار والمسيل للدموع.
إصابات رام الله
وفي رام الله، بالضفة الغربية المحتلة، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال التي تدخل لقمع المسيرات الأسبوعية المناهضة للاستيطان والجدار الفاصل في بلعين ونعلين.
وذكرت مصادر طبية، أن شابا أصيب بعيار ناري في الصدر، خلال مواجهات في منطقة سنجل برام الله، ووصفت حالته بأنها خطيرة.
مواجهات حوارة
وأصيب ظهر اليوم الجمعة خمسة شبان على الأقل خلال مواجهات دارت مع قوات الاحتلال ومواطني قرية فوريك شرقي مدينة نابلس شمال الضفة المحتلة.
وأفاد شهود لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام"، أن جنود الاحتلال قاموا بإطلاق الرصاص الحي صوب الشبان في منطقة جبل القعدة بعد وصول مسيرة مطالبة لتسليم جثمان الشهيد عبد الله نصاصرة -الذي ارتقى شهيدًا أمس بالقرب من حاجز حوارة العسكري- ما أدى إلى إصابة العديد منهم بإصابات ما بين متوسطة وخطيرة، وتم نقلها إلى أحد المراكز الصحية في البلدة لتلقي العلاج.
إصابات في بيت لحم
وأصيب عشرات المواطنين بجروح وحالات اختناق بعدما قمعت قوات الاحتلال بعد ظهر الجمعة (18-12) مسيرة أعياد الميلاد التي وصلت نقطة التماس عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم جنوب الضفة المحتلة.
وأفاد مراسلنا، أن مسيرة نظمها ناشطون في لجان المقاومة الشعبية في المدينة، وهم يرتدون زي أعياد الميلاد المسيحية "بابا نويل"، انطلقت نحو المدخل الشمالي لبيت لحم، وتمكنت من الوصول إلى البوابة التي بداخلها مسجد بلال بن رباح الذي سيطرت عليه قوات الاحتلال وأحاطته بالجدار.
وأضاف أن قوات الاحتلال فتحت البوابة وبدأت بإطلاق قنابل الغاز بكثافة نحو المسيرة ونحو الشبان الذين كانوا يلقون الحجارة في المواجهات المندلعة في المكان.
وقال فريد الأطرش أحد المشاركين في المسيرة لمراسلنا، إن الاحتلال قمع مسيرة السلام في مدينة السلام، لافتا إلى أن المشاركين جاؤوا ليوصلوا للعالم رسالة مفادها "أن مدينة مهد المسيح لا يوجد بها سلام، بسبب ممارسات قوات الاحتلال".
وفي بلدة تقوع شرق بيت لحم، اندلعت مواجهات مع جيش الاحتلال، حشد خلالها الاحتلال عشرات الجنود على مدخل البلدة الرئيس، وسط إطلاق للقنابل الغازية والرصاص المطاطي في المكان.
وفي السياق ينظم أهالي قرية شوفة شرق طولكرم وقفة احتجاجية رفضا للبوابة الحديدية التي وضعها الاحتلال على مدخل القرية.
مواجهات القطاع
وفي قطاع غزة، استشهد شاب وأصيب 40مواطنًا على الأقل، بينهم صحفيان، بجروح مساء اليوم الجمعة (18-12) جراء إطلاق نار من قوات الاحتلال الصهيوني، شرقي قطاع غزة.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، إن مجمل أحداث اليوم 40 إصابة منها (31 رصاص حي أحدها اصابة خطيرة في الرأس لشاب يبلغ 20عاما شرق خان يونس وباقي الإصابات جراح متوسطة في الاقدام/ 9 اختناق) و5 اختناق عولجت ميدانيا.
وذكر مراسلنا، أن الشبان تظاهروا مقابل موقع المدرسة، وسرعان ما استهدفتهم قوات الاحتلال بالأعيرة النارية والقنابل المسيلة للدموع ما أدى إلى وقوع الإصابات، لافتا إلى أن بين المصابين الصحفيين رائد مصلح، ومصور تلفزيون فلسطين يسري الريس، وتم نقلهم لمستشفى شهداء الاقصى بمدينة دير البلح.
وفي مواجهات مماثلة قرب موقع ناحل عوز، شرقي حي الشجاعية إلى الشرق من غزة، أصيب ثلاثة مواطنين على الأقل بجروح، جرى نقلهم إلى مستشفى الشفاء بغزة.
وأصيب شاب بعيار ناري في الرأي إثر إطلاق نار من قوات الاحتلال الصهيوني شرقي خان يونس، وجرى نقله غلى مستشفى غزة الأوروبي ووصفت حالته بالمتوسطة، بحسب شهود عيان.
كما اندلعت مواجهات محيط معبر بيت حانون تخللها إطلاق نار عشوائي من قوات الاحتلال.
حصاد الانتفاضة
في الأثناء، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيانٍ مقتضب لها الجمعة تلقى "المركز الفلسطيني للإعلام"، نسخةً منه، أن حصيلة الإصابات التي تعاملت معها منذ انطلاق الانتفاضة مطلع أكتوبر / تشرين أول الماضي، بلغ حتى منتصف ليل الجمعة : 14680 مصابا في الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة .
وذكرت أن بين المصابين 1380 أصيبوا بالرصاص الحي و3022 بالأعيرة المطاطية، و9811 بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، فيما أصيب 454 شخصا نتيجة تعرضهم للضرب وسقوط، و7 دهس و6 قصف.
أما أعداد الشهداء فقد ارتفعت إلى 126 شهيداً بينهم 26 طفلاً وطفلة، و6 نساء.
واندلعت انتفاضة القدس احتجاجا على تصاعد عمليات الاقتحام من المستوطنين والمسؤولين الصهاينة للمسجد الأقصى، بالتوازي مع خطط لفرض التقسيم الزماني والمكاني، إضافة لتصاعد اعتداءات العصابات الاستيطانية ضد المواطنين.