قال محمود الزهار، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إن حركته لن تتحدث مع الاحتلال الإسرائيلي بشأن "أسراها المفقودين في قطاع غزة"، إلا بعد إفراجها عن أسرى صفقة "شاليط" الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم.


وأضاف الزهار، في كلمة له خلال مسيرة "حاشدة" نظمتها حركة حماس مساء الاثنين، وسط مدينة غزة في الذكرى الـ"28"، على تأسيسها، وشارك فيها الآلاف من أنصارها:" نقول لإسرائيل لن نتحدث كلمة واحدة، معكم، في موضوع تبادل الأسرى، إلا بعد الإفراج الكامل عن محرري (وفاء الأحرار) الذين تم اعتقالهم".

وأضاف الزهار:" لن ندفع ثمن صفقة (وفاء الأحرار) مرتين ويجب على العدو إطلاق سراح من أسرهم في صفقة وفاء الأحرار".

وتابع الزهار:" نقول لأسرانا نحن لن ننساكم بغض النظر عن فصائلكم، ولن تكون صفقة تبادل إلا بشروطنا، ونعدكم أنكم ستتنسمون الحرية قريبا".

وتقول هيئة شؤون الأسرى والمحررين، (تتبع منظمة التحرير) إن سلطات الاحتلال الإسرائيلية قامت باعتقال 70 أسيرا ممن تحرروا بموجب صفقة "شاليط"، وأعادت أحكام 34 أسيرا ( من بينهم أحكام بالمؤبد).

وتمت صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي في أكتوبر/ تشرين أول 2011 برعاية مصرية، أُفرج من خلالها عن 1027 من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أسرته حركة "حماس" عام 2006.

وكانت زهافا شاؤول، والدة الجندي، شاؤول آرون، المفقود في قطاع غزة، قد دعت في مؤتمر صحفي عقدته، أمس قادة حماس، بتقديم دليل على أنه ما زال على قيد الحياة.

وأضافت شاؤول، مخاطبة الحركة:" في الوقت الذي تقدموا لي دليلا، كما فعلتم مع أسرة الجندي جلعاد شاليط، أعدكم أننا سنقلب الدولة والعالم لإخراج الصفقة لحيز الوجود".

وخلال الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة صيف 2014 (دامت نحو شهرين)، أعلنت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة "حماس" في 20 من يوليو/تموز الماضي، عن أسرها الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون خلال تصديها لتوغل بري للجيش الإسرائيلي شرقي مدينة غزة.

وبعد يومين، اعترف الجيش الإسرائيلي بفقدان آرون، لكنه رجح مقتله في المعارك مع مقاتلي "حماس".

وتتهم إسرائيل حركة "حماس" باحتجاز جثة ضابط آخر يدعى "هدار غولدن" قُتل في اشتباك مسلح شرقي مدينة رفح، يوم 1 أغسطس/آب الماضي، وهو ما لم تؤكده الحركة أو تنفه.

وفي التاسع من تموز/يوليو الماضي أعلن الجيش الإسرائيلي، عن اختفاء أحد المواطنين الإسرائيليين، ويدعى "أبراهام منغيستو"، في قطاع غزة ، مطالبًا باستعادته بعد أن قال إنه محتجز لدى "حماس".

وفي سياق آخر، قال الزهار، إن حركته مستعدة للتعاون مع أي جهة "شريفة وطنية"، وفق وصفه لإدارة معبر رفح البري الواصل مع بين مصر وقطاع غزة.

وأضاف:" الحركة جاهزة لأي مبادرة تساهم بحل أزمة معبر رفح البري ضمن مبدأ الشراكة السياسية، بعيدا عن سياسة الإحلال والإقصاء".

وأضاف:" نحن لم نستخدم المعابر للتهريب، وأي جهة شريفة يديها طاهرة، يمكن أن تشاركنا، ولكننا لن نسلم المعابر للصوص والمهربين".

واندلع سجال فلسطيني داخلي، مؤخرا حول أزمة معبر رفح البري الواصل بين قطاع غزة ومصر، حيث اتهمت حركة فتح و"نشطاء"، حركة حماس التي تتولى مقاليد الحكم في غزة، بالمسؤولية عن أزمة إغلاق المعبر، بسبب إدارتها له، مطالبين إياها بتسليم الإشراف عليه لحكومة التوافق، في حين دافع آخرون عن الحركة، وقالوا إن على السلطات المصرية، أن تبادر لفتحه بشكل مستمر ودائم.

وتقول وسائل إعلام مصرية، مقربة من الحكومة، إن فتح المعبر من قبل السلطات المصرية، مرهون بتولي السلطة الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن المعبر، وانتهاء سيطرة حركة حماس عليه.

ويربط معبر رفح البري، قطاع غزة بمصر، وهو معبر مخصص للأفراد فقط، والمنفذ الوحيد لسكان القطاع (1.9 مليون فلسطيني) على الخارج، وتغلقه السلطات المصرية بشكل شبه كامل، منذ تموز/يوليو 2013، وتفتحه لسفر الحالات الإنسانية.

وفي كلمته، دعا الزهار السلطات المصرية إلى الإسراع في الكشف عن مصير 4 مختطفين فلسطينيين، في منطقة "شمال سيناء".

وقال :" ننتظر من مصر مبادرة لإعادتهم لأننا لن نفرط بهم أبدا".

وكان مسلحون مجهولون، قد اختطفوا في 19 أغسطس/آب الماضي، 4 فلسطينيين، في منطقة "شمال سيناء"، المصرية، بعد مداهمة حافلة كانت تقلهم مع مسافرين آخرين من معبر رفح البري، على الحدود بين قطاع غزة ومصر، إلى مطار القاهرة الدولي، ولم يتم الكشف حتى اللحظة عن مصير هؤلاء الشبان الأربعة.

ومن جهة أخرى أكد الزهار، أن بندقية "القسام" (جناح حركة حماس المسلح)، مهمته "تحرير فلسطين"، ولن تكون موجهة في الصراع مع أي جهة خارج الأراضي الفلسطينية.

وقال إن "انتفاضة القدس" تؤسس لمشروع التحرير، مضيفا إن حركة حماس تهدف إلى "تحرير كافة الأراضي والمقدسات الإسلامية من الاحتلال الإسرائيلي".

واحتفلت حركة حماس اليوم، اليوم الاثنين، بمرور 28 عاماً على تأسيسها، في مسيرة حاشدة، شارك فيها قادتها، والآلاف من أنصارها.