كشفت صحيفة بريطانية أن نهاية التفوق الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط بدأ فعليا إبان حرب الخليج والتي اندلعت عام 1991م، مشيرة إلى أن أسطورة أن الولايات المتحدة تستطيع إحراز نصر في أي مكان بالعالم انتهت بعد هذا التاريخ.
وقالت صحيفة "ديلي تلغراف" أنه ثبت خطأ ذلك الاعتقاد بعد مرور 25 عاما على تلك الحرب.
وأوضحت الصحيفة ، ففي تقرير لها، ما حدث في العراق عندما أرخى ليل 16 يناير 1991 سدوله على بغداد، إذ شنت أعتى ترسانة جوية في التاريخ غاراتها على المدينة والتي انتهت بإخراج الجيش العراقي من الكويت.
وأشارت الصحيفة إلى أنه "أضحت الحملة الرامية إلى وضع حد لاحتلال العراق للكويت مرادفة للتكنولوجيا العسكرية الأكثر تقدما في العالم. وتبدو النظرة لحرب الخليج 1991 بعد ربع قرن من الزمان مغايرة تماما لما كان سائدا من اعتقادات بشأنها".
وتابعت الصحيفة أنه بدلا من أن توصف بأنها حرب بأسلحة متقدمة تبدو اليوم واحدة من أكثر الاشتباكات المسلحة التقليدية العتيقة في التاريخ العسكري الغربي، إذ كانت قتالا بين دول للسيطرة على أراض.
ولفتت الصحيفة إلى أن الصراع كان برمته عبارة عن معارك تقليدية بين جيوش نظامية، وغابت عنها تماما "الهجمات الانتحارية والمتفجرات البدائية الصنع".
وكشفت الصحيفة أن أهم درس يمكن يتعلمه المناوئين لأمريكا هو درس في غاية الجلاء، ومفاده: "لا تشتبك مع أميركا قط في حرب تقليدية. ففي حرب بين جيش وجيش وبين قوة جوية مقابل أخرى سيكون النصر دوما حليف الأميركيين" - بحسب الصحيفة.
وأضافت "الديلي تلغراف" أن من نتائج حرب الخليج أن "أعداء أميركا" أعادوا وسائل قتال أخرى إلى الحياة للالتفاف حول التفوق الأميركي. فبالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن ذلك يعني تجويد فنون "الحرب الهجينة" -أي تلك التي تجمع بين الحرب التقليدية والحرب غير النظامية والحرب الإلكترونية- التي شنها ضد أوكرانيا.
وقالت الصحيفة إنه بالنسبة للزعماء الصينيين، فذلك يعني نقاط الضعف في الدروع الأميركية وكيفية استغلالها، وربما إسقاط الأقمار الصناعية أو شن هجمات إلكترونية.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن خبرة ربع القرن الماضي تدل على أنه ليس هناك نصر نهائي. فكلما كان تفوقك هائلا في أحد أشكال الحروب، فإن أعداءك يُكيِّفون أوضاعهم ويجعلون ما حققته من نصر دون طائل.