قالت صحيفة "جيروزاليم بوست"، إن لقاء رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو مع رئيس المخابرات المصرية حسن رشاد يشير إلى ذوبان جزئي في العلاقات بين القاهرة وتل أبيب بعد أشهر من التوتر بشأن معبر رفح وممر فيلادلفيا.
يصف مسؤولون أمنيون الاجتماع بأنه إشارة إيجابية، وإن لم يكن اختراقًا حقيقيًا. فيما تحذر مصادر مصرية من أن أي عودة للعمليات القتالية في غزة أو انتهاك لتفاهمات وقف إطلاق النار قد يُؤدي إلى انهيار الوفاق الهش.
وتقلت الصحيفة عن مسؤولين سياسيين كبار في الكيان، إن زيارة رشاد إلى دولة الاحتلال في 21 أكتوبر 2025، ولقاءه مع نتنياهو ورئيس الشاباك المعين حديثًا ديفيد زيني، تشكل خطوة نحو تخفيف التوتر الشديد الذي ميز العلاقات مع مصر منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023.
وقال المسؤولون إن اللقاء يأتي استكمالاً للمحادثة الهاتفية بين قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي ونتنياهو، والتي عقدت تحت ضغوط أمريكية خلال زيارة الرئيس ترامب للكيان.
وفي تلك المكالمة، دعا السيسي نتنياهو لحضور القمة الإقليمية في شرم الشيخ.
تجديد قنوات الاتصال
وقالت مصادر أمنية رفيعة المستوى إن لقاء راشد ونتنياهو يعكس رغبة متبادلة في كل من تل أبيب والقاهرة لتجديد قنوات الاتصال رفيعة المستوى والحفاظ عليها، في ظل المطلب الأمريكي بتطبيق خطة الرئيس ترامب للسلام في الشرق الأوسط، وتعزيز معاهدة السلام بين الجانبين.
ورأت الصحيفة إن إرسال السيسي لرئيس استخباراته إلى الكيان يؤكد تصور مصر لنفسها كلاعب إقليمي مركزي، ووسيط، وفاعل مؤثر في تشكيل النظام الإقليمي الجديد الذي يسعى الرئيس ترامب إلى إقامته.
وأضافت: "يُعتبر توقيت الاجتماع حساسًا، إذ يتزامن مع وقف إطلاق النار في غزة والحاجة إلى استقرار الوضع الأمني. ويتطلب هذا الجهد تنسيقًا وثيقًا بين إسرائيل ومصر".
وبحسب مصادر مصرية رفيعة المستوى، فإن استمرار الهدوء أو تجدد التوتر في العلاقات مع مصر يعتمد بالأساس على سلوك الكيان في الفترة المقبلة والتزامها باتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وتقول القاهرة إن سياسة الكيان تجاه الفلسطينيين كانت السبب الرئيس للتصعيد، وإن تغيير المسار قد يساعد في تهدئة العلاقات الثنائية.
بلغ التوتر بين الجانبين ذروته عندما سيطر جيش الاحتلال، خلال الحرب، على "ممر فيلادلفيا" والجانب الفلسطيني من معبر رفح، وهي خطوات رفضت مصر الاعتراف بها. في الوقت نفسه، اتُهمت مصر نفسها بانتهاك بنود اتفاقات السلام في سيناء.
وفي الشهر الماضي، حذر السيسي من أن سياسات الكيان قد تعرض اتفاقيات السلام القائمة للخطر، بما في ذلك اتفاقية كامب ديفيد التاريخية، حتى أنه أشار إلى الكيان باعتباره "العدو"، لأول مرة منذ توقيع المعاهدة في عام 1979.
وفي الأشهر الأخيرة، شنت مصر حملة دبلوماسية مكثفة ضد الكيان بسبب الحرب المستمرة في غزة، وشجعت دولاً أخرى على الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
اعتبرت القاهرة "خطة الهجرة" التي أعلنها ترامب في وقت سابق تهديدا لأمنها القومي وعاملاً في تدهور علاقاتها مع الكيان.
تخفيف حدة التوتر
والآن بعد إزالة هذه القضية من جدول الأعمال كجزء من إطار السلام الأوسع الذي اقترحه ترامب، خف التوتر إلى حد ما.
وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن مصر تشترط لأي تحسن آخر في العلاقات التزام الكيان الكامل بوقف إطلاق النار، والالتزام بالامتناع عن استئناف الأعمال العدائية، وضمان إعادة فتح معبر رفح بشكل دائم.
لكن كبار المسؤولين الأمنيين في دولة الكيان يحذرون من أنه على الرغم من اجتماع راشد - نتنياهو، فليس هناك أي مؤشر واضح على حدوث اختراق استراتيجي جديد أو تحول جوهري في سياسة أي من البلدين.
واعتبرت الصحيفة أن العلاقة الطويلة الأمد بين مصر والكيان تظل متجذرة في معاهدة السلام لعام 1979، والتي تميزت بالهدوء الدبلوماسي النسبي والمصالح الأمنية المتبادلة، بدلاً من الصداقة الحقيقية.
ورأت أن الاجتماع يمثل "حدثًا إيجابيًا" وإعلانًا عن نية التعاون، لكنه لا يغير الديناميكيات الأساسية للثقة الحذرة والمحدودة.
وتابعت: "منذ اندلاع الحرب، تضاءلت الثقة بين الجانبين؛ فمصالحهما ليست متوافقة دائمًا، ويظل المسار المستقبلي غامضًا. ويعتمد الكثير على نجاح أو فشل تنفيذ خطة الرئيس ترامب للسلام".
https://jcpa.org/will-the-end-of-the-gaza-war-ease-tensions-between-egypt-and-israel/

