في مشهد مؤلم يعكس حجم الإهمال وغياب الرقابة، لا يزال الأهالي في منطقة مساكن إسكو بحي شرق شبرا الخيمة يعيشون ساعات من القلق والترقب، بعد سقوط الطفل سليم محمد عبدالباسط، البالغ من العمر أربع سنوات، داخل بلاعة صرف صحي مكشوفة أثناء لهوه بجوار والده الذي كان يصلح سيارته بالقرب من المنزل.

القصة بدأت ظهر أمس الأحد حينما غاب الطفل الصغير عن أنظار والده لبضع دقائق فقط، قبل أن يسمع الجيران صرخات الأب المذعورة. لم تمر لحظات حتى تبيّن أن الطفل اختفى داخل بلاعة صرف صحي مفتوحة، تقع في منتصف الشارع دون أي غطاء أو علامات تحذيرية.

تحركات لفرق الإنقاذ

انتقلت إلى موقع الحادث قوات الحماية المدنية وفرق الإنقاذ النهري، مدعومة بعدد من الغواصين والمعدات المتخصصة لتمشيط مجرى الصرف في محاولة للعثور على الطفل، ورغم مرور ساعات طويلة على الواقعة، أكدت المصادر أن عمليات البحث ما زالت مستمرة على مدار الساعة.

وشهد موقع الحادث توافد المئات من أهالي المنطقة، الذين شاركوا في جهود البحث بوسائل بدائية وسط حالة من الغضب الشعبي والاستياء العارم من تكرار مثل هذه الحوادث التي تُزهق أرواح الأبرياء نتيجة الإهمال الإداري وغياب المتابعة الميدانية من الجهات المختصة.

اتهامات بالإهمال وغياب المحاسبة

أكد شهود عيان أن البلاعة التي سقط فيها الطفل كانت مكشوفة منذ فترة طويلة، رغم تقديم الأهالي شكاوى متكررة إلى مسؤولي الحي دون أي استجابة.
وأشار أحد السكان إلى أن المنطقة تعاني من انتشار البلاعات المكشوفة، وبعضها تُرك دون أغطية بسبب تعرضها للسرقة في ظل الانفلات الأمني، بينما لم تبادر الجهات التنفيذية إلى تأمينها أو وضع بدائل مؤقتة.

وقال أحد الجيران، ويدعى أحمد السيد، بغضب: "البلاعة دي مفتوحة بقالها أكتر من شهر، وبلغنا أكتر من مرة، لكن محدش اتحرك! استنينا الكارثة لحد ما حصلت، والضحية طفل بريء كان بيلعب قدام بيته".

ظاهرة تتكرر.. ومأساة تتجدد

لم تكن مأساة الطفل سليم هي الأولى من نوعها، فقد شهدت محافظات مصر خلال السنوات الماضية العديد من الحوادث المشابهة، سقط فيها أطفال في بلاعات صرف صحي مكشوفة بسبب الإهمال أو السرقة، بينما اكتفى المسؤولون بتعهدات لم تتحول إلى واقع.

ويرى خبراء السلامة العامة أن غياب المتابعة الميدانية من أجهزة الأحياء، وضعف الرقابة على شبكات الصرف الصحي، وتراخي الجهات الأمنية في مواجهة سرقة الأغطية الحديدية، كلها عوامل ساهمت في استمرار هذه الظاهرة المأساوية.

مطالب شعبية بالتحرك الفوري

يطالب الأهالي في شبرا الخيمة بتشكيل لجنة عاجلة لمراجعة جميع نقاط الصرف المكشوفة في الحي، وتركيب أغطية بديلة من مواد يصعب سرقتها، إلى جانب تشديد الرقابة الأمنية على محال الخردة التي تتعامل في بيع الأغطية المسروقة.

واختتم أحد المواطنين حديثه قائلاً: "مش طالبين حاجة كبيرة.. بس نحافظ على أرواح أولادنا، كل بلاعة مفتوحة قنبلة موقوتة في الشارع".