شهد طريق الطور – شرم الشيخ فجر اليوم الأحد حادثًا مأساويًا أودى بحياة ثلاثة من أعضاء الوفد القطري المتجه إلى شرم الشيخ للمشاركة في مفاوضات وقف الحرب في قطاع غزة، فيما أُصيب اثنان آخران بإصابات خطيرة، نُقلا على إثرها إلى أحد المستشفيات القريبة لتلقي الرعاية الطبية داخل قسم العناية المركزة.

وبحسب مصادر أمنية وطبية، فإن سيارة تقل عددًا من أعضاء البعثة القطرية العاملة في السفارة بالقاهرة، كانت في طريقها إلى شرم الشيخ ضمن وفد دبلوماسي تحضيري لقمة مرتقبة تُعقد الاثنين المقبل، قبل أن تنقلب السيارة على بعد نحو 50 كيلومترًا من المدينة الساحلية.

الحادث أسفر عن وفاة كل من: عبدالله بن غانم الخيارين، وحسن الجابر، وسعود بن ثامر آل ثاني، بينما أُصيب عبدالله بن عيسى الكواري، ومحمد البوعينين بإصابات بالغة، نُقلا على الفور إلى المستشفى تحت إشراف فريق طبي متخصص.

وأوضح مصدر طبي أن أحد المصابين يعاني من كسور مضاعفة في الساقين ويخضع لجراحة عاجلة، فيما أُصيب الدبلوماسي الثاني والسائق المصري بكدمات وسحجات متفرقة ويخضعان للملاحظة الطبية الدقيقة.

 

وفد دبلوماسي في مهمة حساسة

وأفادت معلومات أن الضحايا والمصابين ينتمون إلى طاقم السفارة القطرية بالقاهرة، وكانوا مكلفين بمهام لوجستية وتجهيزية خاصة بالوفد الرسمي القطري المشارك في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، المقررة أن تستضيفها مدينة شرم الشيخ مطلع الأسبوع المقبل، بمشاركة أطراف عربية ودولية.

وقد خيّم الحزن العميق على الأوساط الدبلوماسية العربية في القاهرة عقب انتشار أنباء الحادث، فيما أبدت السفارة القطرية بالغ أسفها للفاجعة، وبدأت التنسيق مع السلطات المصرية لاستكمال الإجراءات الرسمية ونقل الجثامين.

 

تضامن واسع ورسائل تعزية

في هذا السياق، عبّر عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عن حزنه العميق للحادث، قائلاً عبر حسابه على تطبيق تليجرام:

"ببالغ الحزن تلقّينا نبأ الحادث الأليم الذي أصاب عددًا من أعضاء الوفد المرافق لرئيس الوزراء وزير الخارجية القطري في شرم الشيخ.

نتقدّم بخالص التعازي والمواساة إلى دولة قطر الشقيقة أميرًا وحكومةً وشعبًا، وإلى ذوي الضحايا، سائلين المولى عز وجل أن يتغمّدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته، وأن يمنّ على المصابين بالشفاء العاجل."

https://t.me/risheq/2866

 

أسئلة جديدة عن أمان الطرق في مصر

الحادث المأساوي أعاد إلى الواجهة الجدل الدائر حول أمان شبكة الطرق، رغم ما أعلنته الحكومة مرارًا عن تخصيص مليارات الجنيهات خلال السنوات الأخيرة لمشروعات تطوير الطرق والبنية التحتية، إلا أن حوادث السير المميتة لا تزال تتكرر بوتيرة لافتة، ما يثير تساؤلات حول معايير السلامة، وجودة التنفيذ، والرقابة المرورية.

ويرى مراقبون أن حادث الوفد القطري، بطبيعته الدبلوماسية الحساسة، سيجذب اهتمامًا دوليًا واسعًا، وقد يُسلّط الضوء مجددًا على معدلات الحوادث المرتفعة في الطرق المصرية، والتي تُعد من بين الأعلى في المنطقة.

وفي الوقت نفسه، يرى محللون أن الحادث قد يفتح باب النقاش حول مدى جاهزية الطرق المصرية لاستقبال الوفود الدولية والفعاليات الكبرى، خاصة أن مدينة شرم الشيخ تُعد وجهة رئيسية للمؤتمرات الدولية، ومن أبرزها مؤتمر المناخ “COP27” العام الماضي.