صرح أحد أقرب حلفاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أوروبا، رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، في فبراير بأن الولايات المتحدة يمكنها إنهاء الحرب في أوكرانيا في أقل من ستة أشهر.
التحركات الأمريكية السريعة لاستئناف العلاقات مع روسيا وإنهاء الحرب تثير قلق أوروبا، فيما تراقب دول الخليج العربي عن كثب تأثير ذلك على أسعار الطاقة وسوق النفط.
تأثير إنهاء الحرب على أسعار النفط
كانت دول الخليج الغنية بالنفط، مثل السعودية، متأثرة بشكل مباشر بالعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على روسيا.
وإذا انتهت الحرب بسرعة، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض أسعار السلع، بما في ذلك النفط والغاز والمعادن والأسمدة.
يرى محللو بنك أوف أمريكا أن السلام في أوكرانيا قد يخفض سعر برميل خام برنت بما يتراوح بين 5 إلى 10 دولارات.
ويعتقد فيكتور كاتونا، رئيس تحليل النفط في شركة كبلر، أن "التطبيع مع روسيا سيجعل أسواق السلع أكثر استقرارًا، مما سيؤدي إلى انخفاض الأسعار بحلول نهاية عام 2025".
السعودية والتهديدات الاقتصادية
السعودية، التي تعتمد بشكل كبير على إيرادات النفط، تحتاج إلى سعر يبلغ حوالي 96 دولارًا للبرميل لتحقيق التوازن في ميزانيتها، ووفقًا لصندوق النقد الدولي.
ومع انخفاض الأسعار، قد تضطر المملكة إلى تقليص بعض مشروعاتها الطموحة، مثل مدينة نيوم، التي كان من المخطط أن تستوعب 1.5 مليون نسمة بحلول عام 2030، لكنها قد لا تتجاوز 300 ألف نسمة.
العقوبات على روسيا وتأثيرها
العقوبات الغربية على روسيا لم تقلل بشكل كبير من إنتاجها النفطي، لكنها أعادت توجيه صادراتها إلى الصين والهند، مما زاد من تعقيد المنافسة بالنسبة للسعودية.
وفي حال تم رفع العقوبات، فقد تتمكن روسيا من تقديم أسعار أقل، مما يضعف مكانة النفط السعودي في السوق الصينية
أما بالنسبة لأوروبا، فلا يُتوقع أن تستأنف استيراد النفط الروسي مباشرة، ولكن هناك احتمال أن تقوم تركيا باستيراده وتكريره وإعادة تصديره إلى الأسواق الأوروبية، على غرار ما تفعله الآن مع الغاز الروسي عبر خط أنابيب "ترك ستريم".
إيران والمنافسة الإقليمية
وتواجه السعودية تحديًا آخر يتمثل في إيران، التي تبيع النفط بأسعار منخفضة إلى الصين.
ترامب تعهد بإعادة سياسة "الضغط الأقصى" على طهران، وإذا نجح في تقليص صادراتها النفطية، فقد تستفيد السعودية من ذلك باستعادة حصتها في السوق الصينية.
إنهاء الحرب في أوكرانيا قد يؤدي إلى انخفاض أسعار النفط، مما يشكل تحديًا كبيرًا للسعودية التي تعتمد على عائداته لتمويل مشاريعها الاقتصادية الكبرى.
كما أن المنافسة مع روسيا وإيران تجعل من الصعب على الرياض الحفاظ على مكانتها في السوق الصينية.
لذلك، قد يكون أفضل سيناريو للسعودية هو استمرار الضغط الأمريكي على إيران، لضمان استمرار الطلب على نفطها في الأسواق الآسيوية.
https://www.middleeasteye.net/news/would-end-ukraine-war-be-bad-news-saudi-arabia-and-oil-prices