كانت حنان الجدرة تعلم أن منزلها في خان يونس جنوبي غزة قد تعرض للدمار الجزئي، لكنها قررت العودة على أي حال عندما اعتقدت أن وقف إطلاق النار قد بدأ.

استمر العدوان الصهيوني على غزة لمدة 15 شهرًا، وعندما سمعت عائلتها أنه سيتم تنفيذ وقف إطلاق النار في الساعة 8:30 صباحًا يوم الأحد، قرروا العودة إلى منزلهم.

وقالت حنان لموقع ميدل إيست آي: "وضعنا كل أمتعتنا على عربات تجرها الحمير، وغادر أطفالي قبلي مع زوجي. ابتعدت قليلًا لجلب بعض احتياجاتنا، ثم سمعت انفجارًا، وعلمت أنه أصابهم".

وتابعت: "عندما وصلت، وجدت أن ابني الأكبر وابنتي الصغرى قد استُشهِدوا. رحمهما الله. الحمد لله على كل شيء."

أكدت حنان أن أطفالها استُشهِدوا بعد ساعة واحدة من الموعد المقرر لوقف إطلاق النار. وتابعت: "كانوا سعداء ويلعبون ويستعدون للعودة إلى المنزل. كانوا يستعدون لمصيرهم المحتوم. على الأقل، ماتوا شهداء".
 

تأخير في وقف إطلاق النار يؤدي إلى استمرار القصف
   قبل دقائق من الموعد المقرر لوقف إطلاق النار، أعلنت قوات الاحتلال أنها ستواصل مهاجمة غزة لأنها لم تتلقَّ قائمة الأسرى الذين ستفرج عنهم حماس.

من جهتها، قالت حماس إن "مشاكل ميدانية فنية" تسببت في التأخير، مضيفةً لاحقًا أن هناك "أخطاء" في الأسماء.

ونقلت رويترز عن مسؤول فلسطيني قوله إن استمرار القصف الصهيوني على غزة منذ إعلان الهدنة يوم الأربعاء أعاق التواصل بشأن قائمة الأسرى.
 

مجزرة قبل تنفيذ الهدنة
   
فور انتهاء المهلة في 8:30 صباحًا، قصفت قوات الاحتلال غزة بالطائرات الحربية والطائرات المسيّرة والمدفعية؛ كما شوهدت مقاتلات حربية تحلق على ارتفاع منخفض.

 

19 شهيدًا و36 جريحًا في الساعات الأخيرة من الحرب
   
أفاد مسعفون بأن 19 فلسطينيًا استُشهِدوا و36 جرحوا بين الساعة 8:30 و11:15 صباحًا، وهو الوقت الذي تم فيه تنفيذ وقف إطلاق النار أخيرًا.

ومنذ أن وافقت سلطات الاحتلال الصهيوني على صفقة الهدنة مع حماس مساء الأربعاء، قتلت قوات الاحتلال 206 فلسطينيًا في غزة.

وقال رمضان كساب إنه تعرض للقصف بقذيفة دبابة إسرائيلية أثناء تفقده منزله في حي تل السلطان بمدينة رفح، بعد لحظات من موعد تنفيذ وقف إطلاق النار.

وتابع: "عندما دخلنا الشقة، تم قصفها فورًا. ابن أخي يوسف استشهد، وأصيب اثنان آخران."

بمجرد دخول الهدنة حيز التنفيذ بالكامل، خرج الفلسطينيون إلى الشوارع للاحتفال، رغم أن معظم مدنهم مدمرة بالكامل.
 

نزوح جماعي ودمار شامل
   
نزح 90% من سكان غزة بسبب الحرب، وآلاف الفلسطينيين بدأوا بالعودة إلى منازلهم المدمرة فور وقف إطلاق النار.

ويأمل الكثيرون في العثور على جثث أقاربهم تحت الأنقاض، حيث لا يزال عدد كبير من الجثث مدفونًا.

وأفادت الأمم المتحدة بأن مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات تنتظر دخول غزة كجزء من صفقة وقف إطلاق النار.

https://www.middleeasteye.net/news/gaza-children-return-home-only-be-killed-israel-after-ceasefire-delay