حذّرت دراسة ألمانية حديثة، من أن النظام الغذائي عالي الدهون، كالوجبات السريعة، لا يجلب السمنة والأمراض المرتبطة بها إلى الأشخاص فقط، لكن الخطر يطال ذريتهم ويهدد أطفالهم بالسمنة والسكري فى المستقبل.

 

وقال الباحثون بمعهد علم الوراثة التجريبية، بمدينة ميونيخ في ألمانيا، إن الأطفال يرثون خطر السمنة والسكري من آبائهم وأمهاتهم الذين يتناولون أغذية عالية الدهون، ونشروا نتائج دراستهم اليوم السبت فى دورية "نيتشر" لعلم الوراثة.

 

وفسر الباحثون تلك العملية، بأن هناك عوامل جينية تنتقل مباشرة من الآباء والأمهات للجنين عن طريق الحيوانات المنوية للأب وبويضات الأم، ويمكن أن تؤدي إلى إصابة الأجال المقبلة بالسمنة والسكري.

 

ويعتقد الباحثون أن العوامل التي تؤثر على النتائج الصحية لأطفال فى المستقبل، تشمل الأطعمة التى تتناولها الأم أثناء الحمل أو الرضاعة، كما تشمل الجزيئات الموجودة في السائل المنوي للأب.

 

وللوصول إلى نتائج الدراسة، قام الباحثون بتغذية مجموعتين من الفئران، الأولى تغذّت على طعام عالي الدهون، والثانية على نظام غذائي صحي لمدة 6 أسابيع، وكانت المجموعتين متطابقتين وراثيًا.

 

ووجد الباحثون أن الفئران (ذكور وإناث) التي اتبعت نظامًا غذائيًا غنيًا بالدهون، أصيبت بالسمنة والحساسية المفرطة تجاه الجلوكوز، التى تقود إلى الإصابة بالسكري من النوع الثاني، ونقلت خطر الإصابة بالسكري والسمنة إلى ذريتها، بخلاف المجموعة الثانية التى تغذت على أطعمة صحية.

 

ووجد الفريق أيضًا، أن المواليد الإناث، كنّ أكثر عرضة للسمنة الشديدة، في حين كان المواليد الذكور أكثر عرضة لزيادة مستويات السكر في الدم من الإناث.

 

وخلصت الدراسة إلى أن هناك عوامل جينية تلعب دورًا هامًا في نقل مخاطر السمنة ومرض السكري من الآباء إلى الأبناء.

 

وأوضح الباحثون أن دراستهم هى الأولى من نوعها التى تثبت أن الذرية يمكن أن ترث اضطراب التمثيل الغذائي من خلال بويضات الأم والحيوانات المنوية للأب.

 

وتأتى الوجبات السريعة، والبطاطس المقلية، والحلوى والمشروبات الغازية، والعصائر المحلاة، على رأس الأطعمة والمشروبات الغنية بالدهون المشبعة والسكريات.

 

وكانت دراسات سابقة كشفت أن الأطعمة التى تحتوى على نسب مرتفعة من الدهون المشبعة والسكريات لاتؤثر على مدى إصابة الأشخاص بالسمنة وأمراض القلب وحسب؛ بل يمكن أن تسرع شيخوخة الأشخاص، وتلعب دورًا أساسيًا في خفض مدة النوم العميق، وهى مرحلة النوم التي يستعيد فيها الجسم طاقته البدنية والعقلية.