أعلنت النيابة العامة التركية، الاثنين 28 ديسمبر ، فتح تحقيق مع زعيم حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرطاش بعد مطالبته الأحد، بالحكم الذاتي للكرد في تركيا، وهو ما اعتبرته السلطات جريمة تخالف دستور البلاد، فيما تعد هذه هي القضية الثانية التي يواجهها دميرطاش إثر دعوته قبل شهرين الكرد لحمل السلاح، وفي حال إدانته فيها قد يتعرض للسجن 24 عاماً.
دميرطاش كان قد أثار جدلا في تركيا بعد زيارة قام بها الأربعاء، إلى موسكو التي تشهد علاقات متوترة مع أنقرة، ووصف إسقاط تركيا الطائرة الروسية على حدود سوريا بالأمر الخاطئ، وهو ما علق عليه رئيس الوزراء التركي بقوله إنها "فضيحة وخيانة بكل معنى الكلمة".
مخالفة الدستور
وكالة الأناضول قالت إن نيابة أنقرة تحقق مع دمرتاش في اتهامات بارتكاب جرائم "ضد الدستور وكيفية تنفيذه" و"تحريض الناس على الكراهية والعداء"، و"الإشادة بالجرائم والمجرمين" في قانون العقوبات التركي، بدون أن تكشف الفترة التي يمكن أن يمضيها في السجن في حال إدانته.
من جانبه قال الإعلام التركي إن القضية تتعلق بكلمة ألقاها دمرتاش الأحد، وقال فيها إن الكرد في تركيا عليهم أن يقرروا ما إذا كانوا سيعيشون في حكم ذاتي أم "تحت طغيان رجل واحد".
مكتب تحقيقات جرائم الصحافة التابع لنيابة أنقرة، اعتبر الأخبار، التي أوردتها الصحف التركية بخصوص تصريحات دميرطاش حول "الحكم الذاتي"، و"دعوته للتمرد بذريعة عين العرب- كوباني" (بلدة شمالي سوريا هاجمها تنظيم داعش العام الماضي) بمثابة "بلاغ"، ضد دميرطاش.
وسيقوم مكتب تحقيقات جرائم الصحافة بإرسال أوراق التحقيق بحق دميرطاش، إلى مكتب الجرائم البرلمانية التابعة لنيابة أنقرة.
دعوى حمل السلاح
وفي يوليو الماضي، فتحت النيابة تحقيقا بحق دمرتاش بتهمة التحريض على حمل السلاح خلال الاحتجاجات الموالية للكرد في أكتوبر 2014، والتي خلفت عشرات القتلى، ويمكن أن يواجه السجن لمدة تصل إلى 24 عاماً في حال إدانته بهذه التهم.
وذكرت وكالة الأناضول أنه يجري التعامل مع القضيتين بوصفهما قضية واحدة ضد دمرتاش.
ويأتي هذا التحقيق وسط تزايد التوتر بين السلطات ومتمردي حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق البلاد، الذي يقوم بعمليات تفجير في عدد من المناطق بتركيا.
زيارة روسيا
دميرطاش زعيم أكبر حزب موال للكرد في تركيا والذي حاز 78 مقعداً في البرلمان بعد انتخابات نوفمبر، وصف خلال زيارته التي أجراها إلى روسيا، الأربعاء 23 ديسمبر، إسقاط المقاتلة الروسية من قبل تركيا بالأمر الـ"خاطئ".
وهو ما اعتبره رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، فضيحة وخيانة لتركيا، كما ألغى أوغلو الأحد، لقائه مع دميرطاش، والذي كان مقرراً لمناقشة إعداد دستور جديد للبلاد.
كما قال أوغلو في وقت سابق الاثنين إنه سيناقش مسألة إعداد مسودة دستور جديد للبلاد مع جميع الأطراف، إلا أنه لن يناقش وحدة تركيا وترابها مع أحد، في إشارة إلى زعيم حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرطاش.
وشهدت تركيا في يومي 6 و7 أكتوبر 2014، أحداث عنف وشغب من قبل أنصار منظمة "بي كا كا" الإرهابية، بذريعة هجمات تنظيم "داعش"، على عين العرب (كوباني) السورية، ذات الغالبية الكردية، في ريف محافظة حلب، حيث خرجوا إلى الشوارع، بناء على دعوة حزب الشعوب الديمقراطي، في 35 ولاية، وأسفرت الأحداث عن مقتل شرطيين، و31 مدنيا.