وصف الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» دعم روسيا للنظام السوري الذي قتل 380 ألف شخص، وقصف مقاتلاتها للمعارضة السورية التي اكتسبت شرعيتها من المجتمع الدولي بـ «اللعب بالنار».
جاءت تصريحاته في كلمة ألقاها لدى مشاركته في حفل افتتاح عدد من المشاريع التنموية في ولاية بايبورت الواقعة شمال شرقي البلاد.
وأوضح «أردوغان» أن «توجيه ضربات جوية للمعارضة الشرعية بحجة مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، يعد لعبا بالنار، وأن توقيف عدد من رجال الأعمال الذين يقومون بفعاليات تجارية والتضييق عليهم، يعد لعبا بالنار أيضا»، بحسب ما نقلت وكالة الأناضول.
وفي هذا الصدد، قال «أردوغان» «أؤيد قول السيد بوتين أن إزدواجية المعايير بالنسبة للإرهاب هي لعب بالنار» وأقول "إن دعم نظام الأسد الذي قتل 380 ألف شخص ومارس إرهاب الدولة هو لعب بالنار وكذلك قصف المعارضة التي حصلت على مشروعيتها من المجتمع الدولي بحجة مكافحة داعش، لعب بالنار أيضاً».
ودعا الرئيس التركي في هذا الصدد، الحكومة الروسية إلى الكف عن اللعب بالنار وتساءل عن سبب تواجد القوات الروسية في سوريا، حيث قال في هذا السياق «سألنا الروس عن طبيعة وجودهم في سوريا فتذرعوا بأن الدولة السورية هي التي دعتهم، فهل أنتم مجبورون على تلبية دعوة دولة الأسد الفاقدة للشرعية والتي قتلت 380 ألف شخص وهل هناك مبرر شرعي لتقديم كل هذا الدعم لمن يمارس إرهاب الدولة. على روسيا أن تعلم أننا على دراية بمكرها الكامن وراء تعزيز وجودها العسكري في سوريا بذريعة إسقاط الطائرة (الروسية)».
وعن التحركات الدبلوماسية التي أجرتها القيادة التركية عقب حادثة إسقاط الطائرة الروسية التي انتهكت المجال الجوي التركي، قال «أردوغان» «طلبت إجراء محادثة هاتفية مع بوتين، في يوم حادثة إسقاط الطائرة، لكن الجانب الروسي، لم يعطنا جوابا حتى اليوم. ستعقد قمة التغير المناخي في باريس الاثنين المقبل، وأعتقد أن الرئيس الروسي، سيحضر القمة أيضًا، حيث أنه يمكننا اللقاء وتقييم الحادثة هناك».
وأكد «أردوغان» أن بلاده أطلعت العالم كله بانتهاك الطائرة الروسية لمجالها الجوي، عبر صور الرادارات والتسجيل الصوتي، الذي يثبت التحذيرات التركية للطائرة قبيل انتهاكها للأجواء التركية، مشيرا إلى أن العالم كله يقر بأن تركيا تمتلك الحق في هذا الصدد، وروسيا مكلفة في إثبات ادعاءاتها حول عدم انتهاك مقاتلتها المجال الجوي التركي، مبيناً في الوقت ذاته أنّ روسيا ستكون بموضع الكاذب، جراء هذه الافتراءات الباطلة.
وبخصوص المزاعم الروسية حيال شراء تركيا النفط من تنظيم «الدولة الإسلامية»، قال الرئيس التركي إن بلاده «ليست عديمة الكرامة لتشتري النفط من تنظيم إرهابي»، مشيرا أن على الذين يطلقون الافتراءات ضد تركيا أن يعوا أنهم مفترون.
كما تطرق «أردوغان» لتصريحات الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» الذي أدلى بها حيال تعمد تركيا إسقاط الطائرة الروسية، حيث قال في هذا السياق «تصريحات الرئيس الروسي مساء أمس غير مقبولة.. فتركيا لم تتعمد إسقاط الطائرة الروسية والحادثة عبارة عن ردة فعل طبيعية لانتهاك مجالنا الجوي وتطبيق لقواعد الاشتباك».
جاءت تصريحات «أردوغان»، في وقت نصحت وزارة الخارجية التركية المواطنين الأتراك بتأجيل أي خطط للسفر إلى روسيا إلا للضرورة، بعد إجراءات عقابية روسية أعقبت إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية.
وقالت الخارجية في بيان إنه بعد الصعوبات التي واجهها الزائرون والمقيمون الأتراك في روسيا، فإنها تنصح الرعايا الأتراك بتأجيل أي خطط غير ضرورية للسفر.
ويوم الخميس الماضي، أمر رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيدف» حكومته بالبدء باتخاذ عدة إجراءات اقتصادية ردا على إسقاط المقاتلة التي قالت أنقرة إنها اخترقت المجال الجوي التركي.
ويوم الأربعاء، نقلت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية عن مصدر لم تسمه أن طائرات روسية وصلت لنقل السياح الروس من مدينة أنطاليا الساحلية بجنوب غرب تركيا، وهي من كبريات المناطق السياحية في البلاد.
وفي أقل من شهر، فقد السياح الروس وجهتيهما المفضلتين مصر (بعد حادث الطائرة الروسية نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي) وتركيا، لاسيما فيما يتعلق بالعروض المتكاملة بأسعار منخفضة.
فقد مثلت الدولتان ثلث سوق السياحة للروس عام 2014 حيث بلغ عدد السياح الروس الذين توجهوا إلى تركيا 3.3 ملايين، في حين ذهب 2.6 مليون إلى مصر.
وفي السياق ذاته، أعلن وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف»، الجمعة، أن بلاده قررت إلغاء العمل بنظام الدخول بدون تأشيرات سفر بينها وبين تركيا، اعتبارا من 1 يناير/ كانون الثاني المقبل.
وقال «لافروف» في مؤتمر صحفي مع نظيره السوري «وليد المعلم»: «القيادة الروسية اتخذت قرارا بوقف نظام الإعفاء من التأشيرات المعمول به حاليا بين روسيا والجمهورية التركية، وسيدخل هذا القرار حيز التنفيذ اعتبارا من 1 يناير».
وأضاف «لافروف»: «نرى أن القيادة التركية تجاوزت الخط الأحمر، وفق ما نقلته وكالة أنباء سبوتنيك الروسية الرسمية.
وزعم أن «تركيا بدأت تتوتر بعد أن بدأ الطيران الحربي الروسي بقصف قوافل الإرهابيين المحملة بالنفط المسروق من سوريا».
وادعى «لافروف» أن «هذا ليس من قبيل المصادفة، أنه بعد ذلك بدأ جيراننا الأتراك يتصرفون بشكل عصبي جدا، على أقل تقدير»، مشيرا إلى أن روسيا اقترحت على الأمين العام للأمم المتحدة إعداد تقرير حول الذين يساعدون تنظيم داعش على بيع النفط».
ورأى «لافروف» أن «إغلاق الحدود بين سوريا وتركيا سيسهم في حل مشكلة الإرهاب في سوريا إلى حد كبير».
وتوترت العلاقات التركية الروسية، الأسبوع الماضي، بعدما أسقطت أنقرة طائرة حربية روسية اخترقت الأجواء التركية، ما اعتبرها الرئيس الروسي بأنه «طعنه في الظهر»، وهدد أنها ستكون لها عواقب وخيمة على العلاقات بين البلدين.