في فصل جديد من فصول "الكوميديا السوداء" التي تعيشها مصر، أثار خبر تقدم البلطجي الشهير صبري نخنوخ بطلب رسمي لـ "رد الاعتبار" صدمة واسعة في الأوساط السياسية والحقوقية.
نخنوخ، الذي كان حتى وقت قريب يقضي عقوبة بالسجن المؤبد في قضايا بلطجة وحيازة أسلحة، بات اليوم وجهاً اجتماعياً يُكرّم في المحافل الرسمية، ويطمح لممارسة حقوقه السياسية كاملة.
النشطاء يرون في هذه الخطوة إعلاناً صريحاً عن هوية "الدولة الجديدة" التي تتصالح مع البلطجة وتقننها، بينما تواصل التنكيل بأصحاب الرأي والسياسيين الشرفاء في السجون.
من "العفو الصحي" إلى "وزارة داخلية الظل"
بدأت موجة الانتقادات بتسليط الضوء على المفارقة الصارخة بين معاملة الدولة لنخنوخ ومعاملتها للمعتقلين السياسيين.
الكاتب عمار علي حسن التقط هذا التناقض ببراعة، مشيراً إلى أن نخنوخ خرج بعفو صحي رغم أنه يتمتع بصحة وبنيان قوي "كالعصبة أولي القوة"، وها هو يطلب رد اعتباره وسيحصل عليه، بينما يموت السياسيون وأصحاب الرأي السلميون في السجون من الإهمال الطبي، واصفاً المشهد ببيت المتنبي "وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكاء".
خرج المعلم صبري نخنوخ من السجن بعفو صحي، وله من صحة البدن ما للعصبة أولى القوة، كما يبدو من صوره، وما يقال عنه. وها هو بالأمس قد تقدم بطلب رسمي إلى جهات التحقيق لـ "رد اعتباره"، ومن المرجح أن يحصل عليه.
— عمار علي حسن Ammar Ali Hassan (@ammaralihassan) December 24, 2025
في السجون كثيرون أُخذوا إليه بسبب آرائهم ومواقفهم السلمية، التي ليس فيها أي…
وفي السياق ذاته، أوضح د. سام يوسف تفاصيل هذه "المسرحية"، مشيراً إلى أن نخنوخ خرج بعفو من السيسي في 2018، والآن يطلب رد اعتبار تعويضاً عن سجنه في عهد الرئيس الراحل محمد مرسي بتهم البلطجة والمخدرات، في محاولة لمحو تاريخه الجنائي بقرار قضائي.
⛔️خرج بعفو من السيسي عام 2018..‼️
— Dr.Sam Youssef Ph.D.,M.Sc.,DPT. (@drhossamsamy65) December 24, 2025
البلطجى صبري نخنوخ يقدم طلبا رسميا في محكمة القاهرة الجديدة برد اعتباره قانونيا تعويضا عن سجنه بتهم عدة في عهد الرئيس الراحل محمد مرسي من ضمنها البلطجة والمخدرات وحيازة السلاح واستعمال القوة وغيرها، حسب صحف محلية‼️ pic.twitter.com/kGCm9amAUZ
لم يقف الأمر عند العفو، بل تحول نخنوخ إلى شخصية "VIP". المجلس الثوري المصري أشار إلى الكارثة الأكبر وهي تكريم نخنوخ في "ملتقى المستثمرين الأفرو-آسيوي" بصفته رئيس شركة "فالكون"، معتبراً أن النظام حول البلطجة غير المنظمة إلى "مافيا مقننة" ومليشيات رسمية، وأن نخنوخ هو "خير من يمثل نظام السيسي".
#صبري_نخنوخ رئيس مجلس إدارة شركة فالكون الذي تم تكريمه في ختام ملتقى المستثمرين الأفرو-آسيوي هو الرجل الذي حول البلطجة الغير منظمة في مصر إلى مافيا مقننة ومليشيات رسمية تعمل تحت راية شركة فالكون .. نخنوخ المحكوم عليه سابقا بعد ثورة يناير بحكم نهائي بات صادر من محكمة النقض في… pic.twitter.com/iv9dBoZov0
— المجلس الثوري المصري (@ERC_egy) December 17, 2025
وعن دلالات هذا التكريم، رأى الإعلامي شريف منصور أنه "تعبير حقيقي عن واقع الحال في مصر بدون أي شرح"، فتكريم بلطجي معروف هو رسالة مقصودة من السلطة لتأكيد هويتها.
راعي البلطجة في مصر.. صبري نخنوخ يُكرم رسميًا في ملتقى استثماري pic.twitter.com/knfRjINTG8
— شبكة رصد (@RassdNewsN) December 16, 2025
بينما ذكر الصحفي عبدالحميد قطب بالسجل الأسود لنخنوخ الذي يتم تبييضه برعاية وزارة الصحة، مشيراً لاتهامات سابقة له بالتورط في تفجير كنيسة القديسين والتخابر لصالح إسرائيل.
برعاية وزارة الصحة المصرية .. اتحاد المستثمرين الأفرو-آسيوي يكرم صبري نخنوخ، رئيس مجلس إدارة شركة فالكون للخدمات الأمنية، والمتهم سابقاً بالبلطجة وتفجــ ــير القديســ ــين والتخابر لصالح إســـ ــرائيل .. pic.twitter.com/BeLOa3aFbC
— عبدالحميد قطب (@AbdAlhamed_kotb) December 25, 2025
"بانر" الانتخابات القادم: مرشحكم "رمز المطوة"
المخاوف لم تتوقف عند تبييض السجل، بل امتدت لتوقعات بترشحه للبرلمان. الصحفية عائشة السيد سخرت بمرارة من الخبر، متخيلة سيناريو استيقاظ المصريين على لافتات دعاية انتخابية تقول "مرشحكم المعلم صبري نخنوخ.. ابنكم البار.. رمز المطوة"، مؤكدة أن رد الاعتبار يعني قانوناً حقه في الترشح وتولي المناصب العامة.
مساء الخير
— عائشة السيد - Aisha AlSayed (@aishaalsayed9) December 24, 2025
وسط زحمة الاخبار المتراكمة قرأت خبر مضحك شوية
صبري نخنوخ صحي من النوم قال يروح يعمل استعلام عن قضايا سابقة له، ولما لقى كل القضايا تم رفعها وبراءة بالكامل قام قدم طلب رسمي لجهات التحقيق برد اعتباره عن فترة عقوبته في السجن
عارف ده يعني ايه؟
يعني يقدر يترشح في الانتخابات… pic.twitter.com/GY6wsshaMv
الإعلامي هيثم أبوخليل وجه رسالة ساخرة لنخنوخ قائلاً "يا خلبوص عايز تترشح في الانتخابات!"، مذكراً بأن نخنوخ أدين بـ 28 عاماً وتم "الطرمخة" على تهم أخلاقية وجنائية خطيرة مثل الدعارة والتزوير، ليخرج بعد 6 سنوات فقط ويطلب الآن إسقاط كل شيء.
يا خلبوص
— Haytham Abokhalil هيثم أبوخليل (@haythamabokhal1) December 24, 2025
عايزة تترشحي في الانتخابات!
صبري نخنوخ تقدم بطلب رد اعتبار لاسقاط قضايا حيازة أسلحة وحيازة مخدرات وحيوانات مفترسة والتي حكم عليه بسببها 28 عامًا وخرج بعد 6 سنوات بعفو رئاسي!
وتم الطرمخة على تهم الدعارة والبلطجة والتزوير
أقرأ هذه التحقيق الخطير 👇https://t.co/PY5MQMLLBQ pic.twitter.com/PRH7le4g1z
وهو ما أكدته الإعلامية دعاء حسن التي أشارت بتهكم إلى أن نخنوخ يريد رد اعتباره بعد "الظلم" الذي تعرض له، في إشارة للمظلومية المصطنعة التي يروج لها.
" صبرى نخنوخ عايز رد إعتبار بعد الظلم اللى إتعرض ليه "#قناة_الشرق pic.twitter.com/pogynW9TEi
— قناة الشرق (@ElsharqTV) December 24, 2025
واختتمت الناشطة نسرين نعيم هذا المحور بتنبؤ سوداوي قائلة إننا سنرى قريباً الموافقة على الطلب، ثم نرى "الأستاذ الدكتور صبري نخنوخ مرشحكم لمجلس الشعب 2031".
وبعدها يتوافق عليه
— نسرين نعيم (@nesrinnaem144) December 24, 2025
ثم نري الاستاذ الدكتور صبري نخنوخ مرشحكم لمجلس الشعب ٢٠٣١ pic.twitter.com/XNy5ZakH7x
دولة "العصابة": مثلث العرجاني ونخنوخ وطلعت مصطفى
يرى النشطاء أن ما يحدث ليس حالة فردية، بل نهج دولة.
الحقوقي د. يحيى غنيم وضع نخنوخ في سياق أوسع، واصفاً إياه بـ "وزير داخلية الظل"، ومقارناً صعوده بصعود إبراهيم العرجاني الذي وصفه بـ "الرجل الثاني في الدولة" الذي يتخطى رئيس الوزراء.
وأكد غنيم أنك تستطيع انتقاد أي مسؤول في مصر إلا "الذات البلحية أو الهيبة العرجانية"، في إشارة للحصانة المطلقة لرجال "البيزنس القذر".
لم تَرُدُّ الدولة المصرية اعتبارًا لسجينٍ-سياسيا كان أم مدنيا- مثلما ردت اعتبار البلطجى السجين صبرى نخنوخ والعميل الإسرائيلي مهرب المخدرات السبع الضرغام إبراهيم العرجانى!
— Dr.Yahya Ghoniem (@YahyaGhoniem) December 24, 2025
فأخرجت دولة العسكر السيد نخنوخ من سجنه بعفو صحى ووسدت إليه منصب وزير داخلية الظل!
أما السبع الضرغام إبراهيم… pic.twitter.com/IC2sc7C397
الشاعر شادي جاهين ربط الأمر بسابقة هشام طلعت مصطفى (المدان بالقتل)، معتبراً أن نخنوخ يسير على نفس الخطى في طلب "رد الاعتبار" الذي أصبح حقاً حصرياً للمجرمين المرضي عنهم.
على غرار ما فعله القـ ـاتل "هشام طلعت مصطفى"،
— شادي جاهين (@shady___jahyn) December 24, 2025
البلطجي "صبري نخنوخ" يطالب برد اعتباره !
رد اعتبار !#شادي_جاهين pic.twitter.com/2e7XRAS9Z1
وأخيراً، لخص الناشط محمد عبدالرحمن الموقف بسؤال استنكاري يعكس حالة الذهول: "عرفت دولة السيسي شكلها إيه ولا لسه عقلك رافض يصدق اللي عنيك شايفاه؟"، مؤكداً أن الواقع تجاوز كل خيال في تحول الدولة لراعية للبلطجة.
وصبري نخنوخ طالب رد اعتبار.
— MOHAMED ABDELRAHMAN (@mohamed041979) December 25, 2025
عرفت دوله السيسي شكلها ايه ولا لسه عقلك رافض يصدق اللي عنيك شايفاه؟ https://t.co/9pWACTGFVm

