كشف الناشط السياسي المصري المقيم في أوروبا أنس حبيب عن مستجدات في القضية التي يتهم فيها رئيس اتحاد شباب مصر في الخارج أحمد عبد القادر، المعروف إعلاميًا بلقب “ميدو”، بالاعتداء عليه أمام أحد المقاهي في لندن قبل أشهر، في حادثة تحولت إلى ملف سياسي وقانوني متصاعد على أكثر من مستوى.
إحالة إلى المحكمة بتهم متعددة
وأوضح حبيب أن محاميه أبلغه بإحالة عبد القادر رسميًا إلى المحكمة البريطانية، ليواجه مجموعة من التهم، أبرزها تكدير السلم العام، التهديد باستخدام العنف، واستخدام لغة عدوانية.
وتستند التهم، بحسب ما ذكر، إلى مراجعة السلطات البريطانية لمقاطع مصوّرة نشرها عبد القادر سابقًا، ظهر فيها وهو يوجّه تهديدات وصفها حبيب بأنها تنتمي إلى “ثقافة البلطجة والتشبيح”، وقد اعتبرتها النيابة دليلاً على النية والسلوك العدواني.
ويعود تاريخ الواقعة إلى أواخر أغسطس الماضي حين قال حبيب إنه تعرّض لاعتداء بسلاح أبيض في شارع إدجوار الشهير وسط لندن، متهمًا عبد القادر بمحاولة تخويفه وشقيقه وآخرين من الناشطين المصريين.
إجراءات تقييد مشدّدة وتأثير على الوضع القانوني للمتهم
وبحسب تفاصيل نشرها حبيب، فإن عبد القادر ما يزال خاضعًا لإجراءات تقييد مشددة تشمل:
- منع السفر
- التوقيع مرتين أسبوعيًا في مركز الشرطة
- الإبقاء على مراقبته رهن القضية حتى موعد المحاكمة
وأشار حبيب إلى أن هذه الإجراءات “أطاحت بمستقبله في بريطانيا وأوروبا”، مؤكدا أن طلب الجنسية الذي تقدم به المتهم “توقف بالكامل”، وأن “مستقبله القضائي انتهى” على حد وصفه.
ومن المقرر عقد أولى جلسات المحاكمة في بداية ديسمبر المقبل، وهي جلسة قد تُرسم على ضوئها ملامح مسار القضية، في ظل احتمال وصول العقوبة — وفق ما ذكر — إلى السجن لمدة ستة أشهر.
رسالة مباشرة إلى السيسي: التنازل مقابل الإفراج عن المعتقلات
وفي خطوة لافتة، وجه أنس حبيب رسالة مباشرة إلى عبد الفتاح السيسي، أعلن فيها استعداده التنازل عن القضية بالكامل — بما في ذلك المحاضر والبلاغات — في حال الإفراج عن جميع النساء المعتقلات سياسيًا.
وقال: “عندي القدرة إني أروح أتنازل عن المحضر… عندك لغاية جلسة المحاكمة تفرج عن كل البنات المحبوسات سياسيًا، وإلا العرض بتاعي ملغي”.
وتُعد هذه المرة الأولى التي يربط فيها حبيب القضية بملف المعتقلات، في خطوة فسّرها متابعون بأنها محاولة للضغط السياسي على النظام عبر قضية تحظى باهتمام إعلامي أوروبي.
تفاعل واسع في أوروبا ومصر
القضية كانت قد أثارت ضجة واسعة خلال الأسابيع الماضية، بعدما أعلن حبيب أن الشرطة البريطانية أوقفت عبد القادر عقب تهديده لهم بسلاح أبيض، ونشر لاحقاً مقطعاً يظهر جانباً من المشادة التي سبقت الاعتقال.
كما شهدت الساحة الأوروبية موجة من التوترات بين ناشطين مصريين معارضين ومؤيدي النظام، خاصة مع تزايد البلاغات المتعلقة بالتحريض والتهديد والاعتداءات اللفظية والجسدية في بعض الدول الأوروبية.
وفي تطور موازٍ، أعلنت الشرطة الهولندية سابقاً إطلاق سراح اثنين من المقربين من عبد القادر — وهما أحمد ناصر ويوسف حواس — بعد توقيفهما على خلفية الاشتباه في “التحريض على العنف والتهديد والإرهاب”.

