شهد فرع النادي بالشيخ زايد، وقفة احتجاجية من جانب عمال وموظفي النادي، صباح اليوم الاثنين، للاعتراض على عدم تنفيذ قرار الإدارة ووعد الخطيب، مطالبين بتطبيق الحد الأدنى للأجور الذي أقرته الدولة، ورفع رواتبهم الشهرية التي وصفوها بـ"المهينة"، والتي لا تتجاوز في أغلب الحالات من 4 إلى 5 آلاف جنيه فقط شهريًا.

وفي مشهدٍ نادر داخل أروقة أحد أكبر الأندية الرياضية في مصر وأفريقيا، رفع العمال لافتات كتبوا عليها شعارات مثل:

"أين العدالة؟"، "نريد كرامة لا إحسان"، "من يصنع البطولات؟ اللاعب أم من يخدمه؟"، مشيرين إلى شعورهم بالتهميش في مؤسسة طالما تباهت بإنجازاتها وشعبيتها الضخمة.

احتجاح رسمي ضد مجلس إدارة الأهلي

وكشفت مصادر مطلعة داخل النادي، أن عددا كبيرا من الموظفين الإداريين والعمال، بدأوا احتجاجا رسميا وتجمهرا ضد مجلس الإدارة، على خلفية ضعف رواتبهم، بسبب عدم الوفاء بقرار زيادة الرواتب الذي اعلنه «الخطيب»، ووعده بتطبيق الحد الأدنى للأجور على الموظفين والعمال بلا استثناء.

واندلعت الأزمة بعد بدء صرف مرتبات أكتوبر؛ إذ كانت إدارة الأهلي قد قررت في وقت سابق، تطبيق الزيادة وفقا للحد الأدنى المعلن، على أن تصرف بأثر رجعي اعتبارا من الشهر الحالي، فور الانتهاء من الإجراءات الحسابية والمراجعات النهائية.

وأكدت المصادر، أن العمال والموظفين بالأهلي، فوجئوا بعدم الالتزام بوعد «الخطيب» أو قرار الإدارة، وزيادات في رواتبهم تراوحت بين 300-500 جنيه، بخلاف الوعد الذي قطعه على رئيس النادي على نفسه.

اعتصام أمام بوابات الأهلي

وأضافت أن عددا كبيرا من عمال وموظفي النادي، دخلوا في اعتصام وتجمهر خاص أمام بوابات الأهلي المختلفة؛ بسبب الحنث بالوعد، مؤكدين أن رواتب كل العاملين داخل النادي بين 3500-4000 جنيه، شاملة كل الحوافز.

"نعمل ليل نهار.. ولا نجد ما نطعم به أولادنا"

قال أحد العاملين في الإدارة الهندسية بالنادي، رفض ذكر اسمه خوفًا من الإجراءات العقابية، إن راتبه الشهري لم يتجاوز 4700 جنيه منذ أكثر من ثلاث سنوات، رغم الزيادات التي أقرتها الدولة أكثر من مرة للعاملين بالقطاعين العام والخاص.

وأضاف: "نحن من نفتح النادي قبل أن يصل أي لاعب أو إداري، ونغلقه بعد رحيل الجميع. نعمل في صمت، نتحمل ضغطًا مستمرًا، وفي النهاية لا نجد مقابلًا محترمًا لتعبنا. كيف يُعقل أن لاعبًا يتقاضى 30 مليون جنيه في الموسم، ونحن لا نكاد نحصل على 60 ألف جنيه في السنة كلها؟".

وتعليقا على ذلك نشر الفنان إسلام شكري صور الوقفة الاحتجاجية معلقا عليها " فالحين بس في صفقات لشويه عيال مقشفين جعانين وناسيين الناس الغلابه. حصرياااا من داخل النادي الاهلي فرع الشيخ زايد. عُمال النادي الأهلي بفرع الشيخ زايد. وقفة احتجاجية النهارده، علشان يطالبوا بتطبيق الحد الأدنى للأجور. العُمال قالوا إنهم بقالهم فترة مستنيين يتحسّن وضعهم المادي.".

https://x.com/eslamshukri/status/1982732831391637512

ونوه أحمد " تحت شعار مليارات للاعبين وملاليم للعاملين وقفة احتجاجيه للعاملين رفض عمال النادي الأهلي العمل اليوم الإثنين وقاموا بتنظيم وقفة احتجاجية داخل فرعي التجمع والشيخ زايد بسبب عدم تطبيق الحد الأدنى للأجور وجاءت وقفة العمال قبل أيام من عقد الجمعية العمومية للأهلي لانتخاب مجلس الإدارة".

https://x.com/AhmedEb34968107/status/1982720312438669806

"التمييز الفج بين العمال واللاعبين"

لم تكن الشكوى محصورة في ضعف الأجور فقط، بل امتدت إلى ما وصفوه بـ"التمييز الفج" في المعاملة.

تقول إحدى الموظفات في قسم العلاقات العامة بالنادي: "في كل موسم، نقرأ في الصحف عن صفقات بالملايين، وعن طائرات خاصة، ومعسكرات خارجية، وحوافز للاعبين، بينما لا نجد نحن حتى الرعاية الصحية اللائقة أو وجبة محترمة خلال ساعات العمل الطويلة".

وتضيف بحسرة: "نحن لسنا ضد تكريم اللاعبين أو الاستثمار في الفريق الأول، لكننا نطالب فقط بنصيبنا العادل من كعكة النادي، خاصة وأن الأهلي يحقق أرباحًا ضخمة من اشتراكات الأعضاء، والرعاة، والبث، وكل ذلك لا يأتي من الفريق الأول وحده".

المليارات للاعبين.. والفتات للعمال

تثير مطالب العمال تساؤلات ملحة عن التوازن في إدارة الموارد المالية داخل النادي، خاصة في ظل التقارير الصحفية التي تتحدث عن ميزانية تصل إلى مليارات الجنيهات تُنفق سنويًا على فريق الكرة فقط، بين رواتب، وصفقات، وحوافز، بينما يعاني موظفو النادي من شظف العيش.

وبحسب بيانات شبه رسمية، فإن النادي الأهلي تعاقد خلال السنوات الخمس الأخيرة مع لاعبين تجاوزت قيم صفقاتهم الإجمالية ملياري جنيه، بخلاف الرواتب والمكافآت السنوية. وهو ما يرى فيه العاملون "مفارقة صارخة" بين ما يُنفق على فئة بعينها، وبين حرمان العشرات من الموظفين من أبسط حقوقهم.

الإدارة تلتزم الصمت.. والعمال يهددون بالتصعيد

حتى الآن، لم تصدر إدارة النادي الأهلي أي بيان رسمي يرد على مطالب العاملين، ما اعتبره بعضهم "تجاهلًا متعمدًا"، قد يضطرهم إلى تصعيد احتجاجهم خلال الفترة المقبلة.

وقال عامل آخر في قطاع النظافة بالنادي: "إذا لم يتم احترام مطالبنا، سننظم إضرابًا عن العمل، ليس تهديدًا، بل دفاعًا عن كرامتنا ومستقبل أولادنا".

مطالب واضحة: الحد الأدنى والتأمين والرعاية

ويؤكد المحتجون أن مطالبهم ليست تعجيزية، بل تتمثل في:

• تطبيق الحد الأدنى للأجور وفقًا لقرارات الدولة.
• إعادة هيكلة الرواتب بما يتناسب مع التضخم الحاد في الأسعار.
• توفير تأمين صحي شامل للعمال والموظفين.
• تقدير معنوي ورسمي لدور العاملين في المنظومة.

وفي ختام وقفتهم، وجّه العمال نداءً إلى مجلس إدارة النادي، مطالبين إياه بأن يتعامل معهم كجزء من "أسرة الأهلي" لا كعبء، مؤكدين أن النجاح لا يصنعه اللاعب وحده، بل فريق كامل يعمل خلف الكواليس دون أضواء.