لم تفلح محاولات وزير الصحة والسكان خالد عبدالغفار في تلميع صورته خلال زيارته إلى محافظة قنا، فالجولة التي أراد لها أن تكون استعراضًا لـ "إنجازات" وزارته تحولت إلى فضيحة علنية.
بين صرخات مواطن اتهم مسؤولي الصحة بالكذب، وسقوط عمود إنارة داخل مستشفى قفط التخصصي أثناء وجود الوزير، ظهر الوجه الحقيقي لمنظومة صحية مهترئة، تدار بالدعاية أكثر مما تُدار بالخدمات.
الوزير الذي يتنقل بين الكاميرات وحاشيته الرسمية لم يجد ما يرد به على غضب الناس، لأن المشهد كله كان أقوى من أي خطاب أو تصريح؛ مشهد عمود يتهاوى في قلب المستشفى ليجسد انهيار البنية الصحية تحت حكم السيسي.
إهمال البنية.. بين الواقع والظهور الإعلامي
في الوقت الذي تهرّب فيه الحكومة من مواجهة ملفات شائكة كإهمال البنية الصحية، يأتي سقوط عمود الكهرباء ليقول بصوت عالي إن الفساد والإهمال يسيران في شراكة وثيقة مع "زيارات المسؤولين". فبدل أن يُكرّم المواطن، نجد أن الإنارة التي يفترض أنها تعكس "الضوء" الحكومي تسقط فوق رؤوس الفقراء في قلب قنا.
صوت الشارع
على صفحات مواقع التواصل، عبّر نشطاء قنا وقراها عن غضبهم بعبارات ساخرة:
فسخر فارس ضاحكا " سقوط عمود كهربائي اثناء زيارة وزير الصحة المصري لمستشفى قفط التخصصي".
سقوط عمود كهربائي اثناء زيارة وزير الصحة المصري لمستشفى قفط التخصصي 😂 pic.twitter.com/1bWgppEuZZ
— fares fahad (@SultanF1001) September 8, 2025
ونشر نيوز روم " الوزير مش هيخرج غير لما يشوف" هذا النداء جاء من مواطن يصـ ـرخ أمام مستشفى أبو تشت بقنا خلال زيارة وزير الصحة، ثم صرخ دون استجابة وكيل الوزارة والمدير كـ ـدابين".
الوزير مش هيخرج غير لما يشوف
— Newsroom نيوز رووم (@Newsroom_eg) September 8, 2025
مواطن يصـ ـرخ أمام مستشفى أبو تشت بقنا خلال زيارة وزير الصحة: وكيل الوزارة والمدير كـ ـدابين#نيوز_رووم#حيث_تبدأ_القصة pic.twitter.com/yGTI0fUeJ7
تطبيل وتلميع رغم الكوارث
هذه الحادثة ليست مجرد صدفة؛ إنها شهادة على غياب إرادة إصلاحية حقيقية من قبل نظام السيسي الذي يعوّل على الاحتفالات الإعلامية لصورته، بينما الصعيد يحلم بالإصلاح وليس بالكاميرات. بنى النظام عاصمته الإدارية الجديدة، لكنه ترك العمود الذي يسقط فوق الناس لم ينهار.
ودليل على ذلك هو تجاهل الاعلامي مصطفى بكري تلك المصيبة وتغافل عنها بوصلة تطبيل قائلا " جولة هامه يقوم بها د . خالد عبدالغفار نائب رئيس الوزراء للتنميه البشريه وزير الصحه والسكان في محافظة قنا ، يرافقه فيها السيد الدكتور محافظ قنا ووفد رفيع المستوي من وزارة الصحه . جولة السيد نائب رئيس الوزراء بدأت من مستشفي قفط ، ثم مستشفي قنا العام ، ثم مستشفي الأورام بقنا ، ثم مستشفي نجع حمادي ، ثم جوله في مستشفي أبوتشت وبعض الوحدات الصحيه التي يصل اليها بعد قليل . وقد وجه بسد إحتياجات العديد من المستشفيات ومدها ببعض الأجهزه وسد النقص في الأطباء . كل التقدير والإحترام للسيد النائب وتكبده مشقة هذه الجوله ، متمنيا أن تثمر الجوله نحو مزيد من تطوير المنظومة الصحيه في بلادنا".
جولة هامه يقوم بها د . خالد عبدالغفار نائب رئيس الوزراء للتنميه البشريه وزير الصحه والسكان في محافظة قنا ، يرافقه فيها السيد الدكتور محافظ قنا ووفد رفيع المستوي من وزارة الصحه . جولة السيد نائب رئيس الوزراء بدأت من مستشفي قفط ، ثم مستشفي قنا العام ، ثم مستشفي الأورام بقنا ، ثم…
— مصطفى بكري (@BakryMP) September 8, 2025
وأخيرا فسقوط العمود في قفط أو صرخة مواطن ليس حادثًا معزولا؛ إنه ميثاق معادلة واضحة:
إذا سقط العمود على موكب وزير الصحة، فما بالنا بالموت الفعلي للمواطن العادي؟
النظام يقوم بالزيارات لأن هذه الصورة رخيصة مقارنة بتجديدات البنية التحتية المكلفة.
بينما تصطف وزاراته في صالونات الإعلام، يتداعى واقع الناس في قنا والمنيا وسوهاج بالصرخات.
ختامًا، أصحاب القرار يجب أن يدركوا أن إنقاذ المستشفيات ليست بالإعلام والتصوير، بل بمراعاة صرخات الأهالي وتوفير الكوادر الطبية وتقديم العلاج قبل أن يموت المريض قبل تشخيص مرضه.