أثار المدير الفني لمنتخب مصر الثاني في كأس العرب، حلمي طولان، جدلًا واسعًا بعد منشور ناري عبر حسابه الرسمي على فيسبوك، جاء فيه: "لن تستطيعوا إرهابي فأنا في حماية رئيس جمهورية مصر العربية وأطلب مقابلته"، في رسالة عكست حجم التوتر داخل منظومة الكرة عقب الخروج المبكر من البطولة.
وأكد طولان في منشوره: "لست أنا من يحتاج إلى تأديب وتهذيب، والكل يعلم من في حاجة إلى ذلك"، في إشارة غير مباشرة إلى خلافات وصفها البعض بـ"المشتعلة" داخل اتحاد الكرة والجهاز الفني للمنتخب.
هجوم علني وانتقادات مبطنة
وفي تصريحات صحفية أدلى بها عقب الهزيمة أمام الأردن، وجّه طولان اتهامات مبطنة لأحد كبار المسؤولين، مؤكدًا أن سبب "الإهانة" التي تعرّض لها المنتخب مسؤول واحد فقط، قائلاً: "الجميع يعرفه جيدًا. شخص واحد فقط يملك قرار إيقاف الدوري، لكنه رفض وفضّل التضحية بسمعة مصر وكرة القدم المصرية".
ولم يكتفِ المدير الفني بذلك، بل شدّد على أن جميع الدول المشاركة أوقفت دورياتها من أجل البطولة، باستثناء مصر، التي استمرت منافساتها المحلية—وفق قوله—لأن أحد المسؤولين يرى الدوري أهم من مشاركة المنتخب.
اتحاد الكرة يحسم مصير الجهاز الفني
مصادر داخل اتحاد الكرة كشفت أن مهمة الجهاز الفني لمنتخب مصر الثاني بقيادة حلمي طولان انتهت فعليًا بانتهاء مشوار المنتخب في كأس العرب، مؤكدة أن الجهاز كان مكلفًا بمهمة مؤقتة خاصة بالبطولة فقط، ولن يُمدَّد عمله لما بعدها.
هذه التأكيدات جاءت لتغلق الباب أمام أي احتمال لاستمرار الطاقم الفني بعد النتائج المخيبة.
أسباب الخروج المبكر: أربع عقد أساسية
خروج منتخب مصر من الدور الأول لبطولة كأس العرب 2025 كان صدمة كروية كبيرة، خصوصًا بعد الهزيمة القاسية أمام الأردن بثلاثية نظيفة، وهي نتيجة اعتبرها كثيرون “فادحة” في سجل الكرة المصرية.
- غياب عناصر المنتخب الأول
المنتخب دخل البطولة بقائمة تفتقر لعدة أسماء بارزة، كان من الممكن أن تشكل فارقًا كبيرًا، مثل:
- أحمد الشناوي
- إمام عاشور
- صلاح محسن
إضافة إلى غيابات مؤثرة من بيراميدز، مثل أحمد قطة وأحمد سامي، بينما غاب عاشور لظروف صحية متعلقة بمرض في الكبد.
- التأخر في التجمع وضعف الانسجام
لم يكتمل قوام المنتخب سوى قبل مواجهة الكويت بـ 24 ساعة فقط، وهو ما أدى إلى غياب الانسجام وتعدد التغييرات في التشكيلة الأساسية، إضافة إلى تحييد لاعبين كان يُفترض أن يكونوا عناصر رئيسية، مثل محمود الونش ومحمد عواد.
- تراجع مستوى اللاعبين
شهدت البطولة انخفاضًا واضحًا في مستوى لاعبين محوريين، أبرزهم:
- عمرو السولية
- محمد النني
كما فشل آخرون في تقديم مستوى دولي مناسب، مثل رجب نبيل وغنام محمد. وزادت أزمة المهاجم محمد شريف مع طولان الوضع سوءًا، بعد استبعاده عقب مباراة الكويت، قبل أن يعود للظهور لاحقًا في مؤتمر صحفي دون تفسير واضح.
- الصراع بين طولان وحسام حسن
الخلافات بين المدير الفني للمنتخب الأول حسام حسن، ونظيره في المنتخب الثاني حلمي طولان، ألقت بظلال ثقيلة على الأداء والاختيارات.
مصادر من داخل اتحاد الكرة أكدت وجود "منافسة غير صحية" بين الرجلين وصلت إلى درجة التنافس على ضم اللاعبين، وهو ما أثّر على التوازن الفني للمنتخبين معًا.
ولم تبادر إدارة اتحاد الكرة إلى عقد اجتماع تنسيقي لحسم هذا الصراع، رغم استعداد المنتخب الأول لخوض كأس الأمم الأفريقية في المغرب يوم 21 ديسمبر الجاري.

