في السنوات الأخيرة ظهر أحمد عبدالقادر الشهير بـ“ميدو” كأحد الأصوات التي تتباهى بالدفاع عن النظام المصري خارج الحدود، حتى عُيّن رئيسًا لكيان يُسمّى اتحاد شباب المصريين بالخارج. هذا الاتحاد لم يترك أي بصمة حقيقية سوى بيانات دعائية متكررة، بينما تحوّل نشاط ميدو إلى مجرد مشاهد ضجيج أمام السفارات المصرية في العواصم الأوروبية، حيث شارك في حملات وصفت بأنها مطاردة منظّمة للمعارضين بالخارج، مشهد بدا أقرب إلى تصدير القمع للخارج بدلًا من الحوار السياسي.

https://youtu.be/nC62j1jltUI

 

فضيحة من العيار الثقيل.. ميدو بين الولاء والشكوك

في الكواليس يتردّد همسًا عن علاقات غامضة تربط أحمد عبدالقادر “ميدو” بجهات سيادية نافذة، حيث ظهر مرارًا في صور ومقاطع فيديو وهو يوجّه رسائل شكر وولاء لضباط ومسؤولين أمنيين، أبرزهم وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم، الذي ارتبط اسمه بملفات دامية في تاريخ القمع بمصر. ورغم أن هذه الروابط لم تُوثّق رسميًا، إلا أن تكرار ظهوره في أدوار دفاعية عن النظام، وخطابه المليء بعبارات الولاء العميق، يطرح تساؤلات حول طبيعة التنسيق بينه وبين تلك الدوائر.

من “ناشط السفارات” إلى “المقاتل الإلكتروني”، تتسع مساحة الشك، خاصة حين يُقارن المتابع بين ضعف حجمه الحقيقي في المجتمع المصري وبين المنابر والدعم الإعلامي الهائل الذي يحظى به في الخارج.

https://www.facebook.com/watch/?v=1443224587162925

 

من الفشل الرياضي إلى الانتهازية السياسية

قبل أن يقتحم عالم السياسة، حاول ميدو أن يصنع لنفسه اسمًا في كرة القدم، لكن سجله كلاعب لم يتجاوز الهامش، ولم يترك بصمة حقيقية. لم يدخل الاحتراف من أبوابه الواسعة، ولم يعرف النجاح في أي نادٍ بارز، لتتحوّل أحلام الملاعب إلى ضجيج في منصات السوشيال ميديا وقنوات الولاء. هذا الفشل المستمر دفعه لاحقًا إلى ارتداء عباءة “المناضل الوطني” وهو في الحقيقة مجرد ناشط استعراضي يقتات على خطاب التخوين والشحن ضد المعارضين.

 

قضية عمر جابر.. البلطجة التي كشفت الوجه الحقيقي

أخطر ما واجه ميدو في مسيرته كان اتهامًا بالبلطجة والتهديد بالقتل في محضر رسمي حرّره لاعب الزمالك عمر جابر عام 2020. القضية أثارت ضجة واسعة، حيث اتهم اللاعب ميدو وشخصًا آخر بابتزازه ماليًا وتهديده، قبل أن تُغلق القضية لاحقًا بعد تنازل جابر عن الدعوى.

رغم التنازل، بقيت الواقعة علامة سوداء في تاريخ شخص يقدّم نفسه اليوم كـ“وجه وطني”، بينما تاريخه القريب يحوي بلاغات جنائية وعلاقات مثيرة للجدل.

https://www.facebook.com/watch/?v=1124639654559936

 

اتحاد بلا وزن.. دور شكلي لم ينجح

حتى في موقعه الجديد كرئيس لما يسمّى “اتحاد شباب المصريين بالخارج”، لم ينجح ميدو في تقديم مبادرات ملموسة. الاتحاد الذي يُفترض أنه منصة للتواصل والدعم تحول إلى أداة علاقات عامة للتلميع لا أكثر. كل نشاطه اقتصر على إصدار بيانات تمجيد للسلطة وصناعة معارك وهمية مع معارضين، بعيدًا عن أي إنجاز حقيقي يخدم الجاليات المصرية.

https://www.youtube.com/watch?v=R4zOrlRwmiY&t=3s

 

الوجه الآخر: عنف وتوظيف سياسي

تحركات ميدو خارج مصر لم تخلُ من الانتقادات الحقوقية، حيث اعتبره مراقبون أداة في تصدير خطاب الكراهية ضد المعارضة بالخارج. ظهوره في حملات استفزازية ومشاهد شجار أمام السفارات كشف طبيعة الدور الذي يقوم به: ذراع خارجية للصوت الأمني أكثر من كونه ناشطًا سياسيًا يحمل مشروعًا أو رؤية.

من لاعب كرة مجهول لم يصنع تاريخًا، إلى ناشط سياسي بلا مشروع، ثم إلى واجهة عنيفة في مشهد الصراع بالخارج، يظل أحمد عبدالقادر “ميدو” عنوانًا للفشل في كل الميادين التي اقتحمها. تاريخه الشخصي يطرح سؤالًا أكبر: كيف تتحوّل الانتهازية الفردية إلى أداة في يد السلطة لترويج صورة زائفة عن الوطنية؟