بظل صمت سعودي على جميع المستويات الإعلامية والرسمية والذباب الإلكتروني، إلا المعارضين السعوديين الطلقاء بالمنافي وبالخارج، قال عضو الكونجرس الأمريكي عن الجمهوريين ليندسي غراهام (أحد المقربين من الرئيس دونالد ترامب) للاحتلال: "أيها الإسرائيليون القادة العرب في السعودية والإمارات يشاركونكم نفس التوجه حول تدمير الإسلام الراديكالي، وهم عازمون على تدمير مقاومة غزة كما تطمحون أنتم كذلك.. العرب سيغيرون المناهج في غزة كما يفعلون في بلادهم من أجل مواجهة هذا النوع من الإسلام".
ونشر حساب @hureyaksa نص التصريحات عبر فيديو على إكس والأخطر في كلمة ليندسي غراهام يخاطب "الإسرائيليين": "لن تحصلوا على حليف أفضل من السعودية لتدمير الإسلام"..
https://x.com/hureyaksa/status/1904080996753912176
وسبق لـ(ليندسي جراهام وماك ماكلاوهان) أن نقلا عن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية، يعرف الكثير عن الاغتيالات، وأنه كان يخبر المشرعين الأميركيين أنه معرض لخطر الاغتيال، بحسب صحيفة بوليتكو الأميركية قبل أسابيع.
وأخبر "بن سلمان" جراهام وأعضاء بالكونجرس التقوا به "أنه يعرض حياته للخطر من خلال السعي إلى صفقة كبرى مع الولايات المتحدة و"إسرائيل" تتضمن تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية، وفي مناسبة واحدة على الأقل، استشهد بأنور السادات، الزعيم المصري الذي اغتيل بعد التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، متسائلاً عما فعلته الولايات المتحدة لحماية السادات".
وقال ترامب إنه من المرتقب انضمام دول إلى "اتفاقات إبراهيم" وهو تعبير عن التطبيع مع الكيان الصهيوني على غرار الإمارات التي أعلنت عما كان مكتومًا لسنوات، ويبدو من تصريحات جراهام أن الخطوط العريضة للاتفاقية السرية ظهرت إلى حد كبير والتي لا تزال قيد التطوير في تقارير مختلفة، وتتضمن التزامات أمريكية عديدة تجاه السعوديين، بما في ذلك الضمانات الأمنية من خلال معاهدة، والمساعدات في برنامج نووي مدني، والاستثمار الاقتصادي في مجالات مثل التكنولوجيا.
وقال (ولي العهد السعودي) للمشرعين الأمريكيين ومنهم جراهام "إن السعوديين يهتمون بهذا الأمر بشدة، والشارع في جميع أنحاء الشرق الأوسط يهتم بهذا الأمر بشدة، ولن تكون ولايتي كحارس للأماكن المقدسة للإسلام آمنة إذا لم أعالج القضية الأكثر إلحاحًا وهي العدالة في منطقتنا".
الموقف من فلسطين
وفي تقارير سابقة، استعرضت دوريات امريكية أن محمد بن سلمان لا يهتم بالفلسطينيين، ورأى أن قضيتهم تبطئ التقدم العربي، وزعماءهم غير أكفاء، وتساءلت لماذا التهديد الذي يواجهه الآن أكثر خطورة من التهديدات التي واجهها منذ فترة طويلة: لقد دفع بتغييرات اجتماعية دراماتيكية في المملكة، وتجاهل العديد من أقاربه ورجال الدين الإسلاميين المحافظين الذين لا شك أنهم غاضبون من ذلك.
وبالنسبة لامتداد مسار التطبيع قال أحد كبار المسؤولين السعوديين إن محمد بن سلمان يعتقد أنه بدون حل القضية الفلسطينية، فإن بلاده في نهاية المطاف لن تستفيد من الفوائد الاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية المفترضة للصفقة الشاملة. وذلك لأنه "لن يكون لدينا أمن واستقرار إقليمي دون معالجة القضية الفلسطينية"، كما قال المسؤول.
وبرأي هذه التقارير الأمريكية فإن محمد بن سلمان مستبد قمع المعارضة السياسية، لكنه لا يزال يهتم بالرأي العام، والقضية الفلسطينية حساسة بشكل خاص لأنها تؤذيه مع السعوديين الأصغر سنًا الذين يدعمون إصلاحاته الاجتماعية، ويوفرون حصنًا ضد المتشددين الدينيين والعائلة المالكة الذين يعارضونه.
ويعتبر هؤلاء أن بن سلمان قومي سعودي، واهتمامه بالقضية الفلسطينية يدخل في إطار التوازنات المحلية إن كان سيدعمها فقط إذا كانت تفيد السعودية، لاسيما وأن الصفقة الضخمة لها ثمن عال، حيث من المرتقب أن تغير الشرق الأوسط بشكل كبير، وخاصة من خلال رؤية تل أبيب والرياض اللذين يعملان كجبهة موحدة ضد إيران.
معالم هذه الصفقة التي يدندن بها جراهام هو أنها على بياض، وأن بن سلمان يقبلها في حين أن الطرف الثاني لم يوضح ما سيمنحه للطرف الأول، فقالت "ليس من الواضح ما إذا كانت استراتيجيتهم تجاه محمد بن سلمان المتمثلة في التأكيد على المخاطر التي يخوضها ستقنع نتنياهو بأنه يجب عليه أيضًا المخاطرة وليس التهديد.