بعد اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الملك عبد الله الثاني، نشر البيت الأبيض مقطع فيديو يشيد فيه بالملك، بعد تبادل محرج أمام وسائل الإعلام. خلال الاجتماع، ضغط ترامب على الملك لقبول خطته لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى الأردن، مما جعل عبد الله يواجه صعوبة في الرد المناسب.

قبل اللقاء، هدد ترامب بقطع المساعدات عن الأردن ومصر في حال رفضهما للخطة. وبينما أكدت مصر رفضها القاطع للتهجير وأهمية إنهاء الحرب وإعادة إعمار غزة، بدا أن الملك عبد الله أبدى مرونة تجاه المقترح بقوله إنه سيفعل ما هو الأفضل لبلاده، ما أثار شكوكًا حول موقف الأردن التقليدي الرافض للتهجير. لكن الملك ومسؤوليه أكدوا لاحقًا موقف الأردن الرسمي الرافض لأي خطط للتهجير القسري.

 

تداعيات القبول بالخطة

رغم تراجع ترامب عن تهديداته، فإن فرض الخطة بالقوة سيؤدي إلى ردود أفعال سلبية شديدة ضد المصالح الأمريكية في المنطقة، حيث تعتمد الهيمنة الأمريكية على أنظمة مثل مصر والأردن. قبول التهجير سيضعف هذين النظامين أخلاقيًا وسياسيًا، خاصة أنهما يضطلعان بحماية حدود إسرائيل ومنع تهريب الأسلحة للمقاومة الفلسطينية.

منذ نكبة 1948، واجه الأردن تحديات بسبب وجود اللاجئين الفلسطينيين، وبلغت ذروتها خلال أحداث "أيلول الأسود" عام 1970، التي أدت إلى طرد المقاومة الفلسطينية إلى لبنان. منذ ذلك الحين، تبنّت الأردن سياسة "الأردنة"، التي تهدف إلى تقليص التأثير الفلسطيني داخل البلاد. قد يهدد قبول موجة جديدة من اللاجئين من غزة استقرار النظام ويعيد أجواء الاضطرابات السياسية.

أما مصر، فقد لعبت دورًا رئيسيًا في حصار غزة عبر تدمير أكثر من 2000 نفق وإنشاء منطقة عازلة في رفح. ورغم ذلك، لم ينجح الحصار والحروب المتكررة في القضاء على المقاومة الفلسطينية، مما دفع إسرائيل إلى التفكير في خيار التهجير القسري كحل أخير.

 

خطر وجودي على الأردن ومصر

على الرغم من اعتماد الأردن ومصر على الدعم الأمريكي، فإن خطة تهجير الفلسطينيين من غزة تمثل تهديدًا وجوديًا لكلا النظامين. فحتى الآن، استطاع البلدان تحقيق توازن بين الحفاظ على دعم الولايات المتحدة والتظاهر بالسعي إلى حل عادل للقضية الفلسطينية. لكن مع السعي الأمريكي الإسرائيلي لتكرار نكبة جديدة، يجب أن تدرك عمان والقاهرة أن تحالفهما الطويل مع واشنطن لن يحميهما من مخاطر المشروع الاستيطاني الإسرائيلي التوسعي.

نظرًا لأن الفلسطينيين في غزة يرفضون التهجير، فإن مصلحة الأردن ومصر تكمن في دعمهم سياسيًا ولوجستيًا. وإذا وقفت الدولتان بقوة ضد خطة التهجير، حتى بدافع حماية مصالحهما الذاتية، فسيضطر الأمريكيون إلى إعادة تقييم ما إذا كان تحقيق رغبات ترامب ونتنياهو يستحق التضحية بحلفائهما الإقليميين الرئيسيين.

https://www.middleeasteye.net/opinion/jordan-egypt-trump-gaza-plan-work-actively-thwart-why